كلام الناس *مع العد التنازلي لأيام هذا الشهر المبارك تبدأ حالة الاستنفار وسط الأسر لتلبية حاجات العيد التي كانت تشمل تجديدات تطال المباني والمفارش وكعك العيد والحلوى, إلا أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها غالبية الأسر فرضت عليهم شطب كثير من هذه المظاهر الاحتفالية بالعيد. *تسبب ارتفاع سعر الدولار في إرتفاع أسعار حاجات العيد المستوردة خاصة أسعار الملابس بإرتفاع أسعارها إضافة للغلاء العام الذي لم تسلم منه أية سلعة أساسية الأمر الذي يتطلب من الأسر خاصة الأمهات الحكمة والتعقل بدلاً من الضغط على رب الاسرة لتحميله ما فوق طاقته المادية. *نحن في حاجة ماسة للضغط على المصروفات في كل مجالات الصرف بحيث يتم الاتفاق حتى مع الصغار مع شرح الظروف لهم وهم يدركون ذلك بل ويقدرون هذه الظروف بحيث تكون الحاجات المطلوبة الأهم والضروري حتى في الملابس والأحذية. *لا داعي لإرهاق رب الأسرة ودفعه للاستدانة التي ستزيد العبء على كاهله الذي لم يعد يحتمل أي أعباء زيادة على ماهي عليه في الأيام العادية، ونرى أنه بالتفاهم والتنسيق وتقديم الأهم فالمهم يمكن أن نقلل من حجم الضغوط الإقتصادية والنفسية على رب الأسرة. *إن فرحة العيد لا ترتبط بالجديد فقط ولا حتى بالكعك والحلويات، فالأهم هو توفير جو من الحميمية داخل أسرنا نتغلب بها على ضغوط المعيشة والصبر على هذه الضائقة حتى تنفرج بإذن الله. *ولنجعل من زكاة الفطر وسيلة من وسائل التراحم بتجميعها ما أمكن داخل العائلة أو الحي وإعطائها للأكثر حاجة من الأقربين أو داخل الحي ومعروف أنه يمكن دفعها مقدماً ونقداً للمساهمة في سد حاجاتهم الأساسية وإدخال الفرح في نفوسهم. *كما لابد من المحافظة على زيارة الأهل والجيران لتبادل التهاني بالعيد وزيارة المرضى في المستشفيات ومعاودتهم في بيوتهم مهما كانت الظروف فمثل هذه الزيارات تخفف من أعباء وضغوط الحياة الاقتصادية والنفسية وتمتن العلاقات التي بدأت تفتر نتيجة للمشاغل الزائدة طوال إيام العمل. *نسأل الله عز وجل أن ييسر للجميع كل الأمور والصعاب ببركة هذا الشهر الفضيل وان يتقبل صيامنا وقيامنا وأن يوفقنا لمجابهة التحديات المتزايدة بعيداً عن الصرف التفاخري الذي لم يعد ممكناً أصلاً. *ورمضان كريم.