* نجح الاعلام الرياضى الذى يطلق عليه الصحفى الرياضى الكبير عبدالمجيد عبدالرازق ( اعلام المشجعين ) بجدارة يستحق عليها ( وسام الانجاز) فى تحويل المنافسة التاريخية الكروية الجميلة بين الهلال والمريخ الى عداوة شديدة، وزرع فى نفوس المشجعين الحسد والحقد والبغضاء، فتحول التشجيع بل النقد الرياضى الى اساءات بالغة طالت حتى الحياة الشخصية للافراد، والى ألفاظ يربأ عن التفوه بها الرقاع، والى خصومة فاجرة أشاعت الكراهية حتى بين الاخوان فى البيت الواحد فصار من الطبيعى ان تجد اخوين شقيقين يقاطعان بعضهما البعض بالاسابيع الطويلة ان لم يكن بالشهور وعندما تسأل عن السبب تأتيك الاجابة بانها مباراة الهلال والمريخ ..!! * وعلى العكس تماما، كانت المباراة فى الماضى هى اللحظة الحلوة التى ينتظرها الجميع بشوق وتنتشر بسببها المداعبات الظريفة .. وأقصى ما كان يلوذ به المهزوم هو الاختباء بعض الوقت، أو ( يحرد العشاء ) وأذكر أننا كنا عندما يفوز الفريق الذى نشجعه ونحن صبية نظل نبحث عن أقراننا المهزومين فى كل مكان لمداعبتهم ولكننا كنا نعجز عن العثور عليهم حتى فى عقر دورهم وكأن الأرض انشقت وابتلعتهم وعندما نعثر عليهم فى اليوم التالى فى المدرسة أو فى اى مكان آخر فان أسوأ ما يصدر منا فى حقهم هو الصياح فى وجوههم .. ( الجماعة زاغوا ) أو عبارات من هذه الشاكلة. صحيح كانت هنالك بعض المشاكسات التى تعكر النفوس ولكنها كانت محدودة ومحصورة وقصيرة الأثر، اما الاساءة والتجريح فلم يكن من طبائعنا ولا اخلاقنا .. الآن تحولت كرة القدم الى معركة لا اخلاقية بين مشجعين اعداء ألداء، كل قول أو فعل قبيح فيها مشروع، ولا استبعد اطلاقا ان يأتى يوم تتحول فيه اذا استمر هذا الاعلام العاجز فى سلوكه القاصر الى حرب حقيقية بين المشجعين تسيل فيها الدماء ويموت الناس .. فهل كتب علينا القتال والشقاء فى السودان حتى فى الرياضة بسبب مجموعة ناشزة من الناس فى هذا المجال او ذاك ؟! * دعونا نتكلم بصراحة شديدة مهما كانت موجعة فانها اهون كثيرا من الحقد الذى ملأ لنفوس والضعف الذى اعترى الروح الوطنية والانهيار الذى افسد الخلق الرياضى والتصرفات التى تنذر بالشر المستطير، وهى صراحة نابعة من حرص على الاصلاح وتصحيح مسار الصحافة الرياضية حتى تؤدى الدور المطلوب منها فى تطوير الرياضة وزرع القيم الرياضية الجميلة وليس العكس كما يحدث الان .. ملخصها انه لا بد من تنقية الصحافة الرياضية من الشوائب التى تشوبها وتحرفها عن المسار الصحيح، وهى مهمة لا بد ان يتداعى اليها الصحافيون الرياضيون الحقيقيون بجدية وعزيمة بدون ان يتدخل فى عملهم احد، واذا فشلوا فلا بد ان تتدخل نقابة الصحفيين إذا ارادت الاصلاح، أما إذا ارادت الفوضى والخراب، فلتترك المخربين يعيثون فسادا فى الصحافة وفى الرياضة وفى نفوس الناس ..!!