عثمان شبونة [email protected] إشارة: هذا النص كتبته في محيط عمتنا (حليمة) بائعة الشاي في شارع النيل.. ارتبطنا بها (تضامناً وكيفاً) تولي وجهها معنا شطر الفلل الرئاسية الخاوية على عروشها.. وظهورنا للنيل ترنو لماذا يولي السودانيون ظهورهم للنيل ويتفرسون الأسفلت؟؟!!! هل ما عاد النيل نيلاً والبلاد تحتضر؟ أم أن سلطة البؤس سرقت خيالهم نحو الحزن، وحالة الجمود العامة للمشاعر حيال الوجود؟! هو نص (لم يختمر).. فقط نحاول إلتماس الصدق بمنتهى اليسر.. ونحن في بلاد مليئة بالرعاع بجانب المستنيرين، ولذلك (نقصد الأشياء هكذا).. فانتظرونا للغد مع وجوه الحكومة.. واحداً واحداً..!! النص: ليس سذاجة هذا اليقين بأن حكومة البشير ستقود السودان في النهاية إلى إفتقاد أي أمان مرتجى، وهى تعطف ظروف الزمان دون برنامج واضح سوى حروبات حقيرة تجيد إشعالها ليلقى خيرة الشباب حتفهم (بالمجان) ثم يستمرئ المسؤولون هز أردافهم في جهة ما وهم يفتتحون مباني صالحة لأوهام اللحظة، أو يديرون التروس لمزيد من الفقر، وسط تكبير (سخيف) وترديد أسخف (فليعد للدين مجده…).. فحيثما تقترن الجريمة قسراً بغطاء الدين ينسد أفق المستقبل ويستحيل المخرج.. لتظل خواتيم الازمات مقدمة لما هو أفدح في جميع الجهات..! * وليس سذاجة أيضاً اليقين بأن البشير وزمرته العنصرية يسعون إلى رسم خارطة جديدة لسودان أكثر دموية و(أقل سعة) بالنظر إلى مظان كريمة قد تقرر مصيرها أو تسعى إلى ذلك عنوة، في حال تمدد هذا الطقس الأمني على حساب التنمية الحقيقية، وهو طقس يحجب الآمال بأمر الحزب الذي (يصادر يسرق ينتهك) ويبتلع الموارد لصالح فئة (محسوبة) أوصلت البلاد للتسول الكامل…! وحين غلبها خداع العرب لجلب الأموال (التي سيصرفونها على الخاص) لجأت حكومتنا إلى (عدوهم الإيراني) تستمتد منه (سلاح البقاء)..! ومن خزي الله لأهل السلطة هذا الإفتضاح الصارخ وهم يظهرون للعالم منكسرين (إقتصادياً) بينما ما تزال دوائرهم الحقيرة تنشد (نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع).. ما زالوا يصدقون شعاراتهم الجنائزية ويلقنونها للطلاب.. يعتقدون أن الوطن سيكون بخيرإذا ضمن (أمن الحكومة) نصيب الأسد والفيل من الميزانية.. أما أمن المواطن المتعلق بأبجديات العيش فليس ضرورياً، طالما (التمكين) هو الغاية… وهذا لوحده جريمة أكبر من (إفساد الحياة السياسية)….! هم يعرفون أنفسهم أنهم في حماية (المال السلاح).. وليس (في حماك ربنا).. فالله يمدهم فقط في طغيانهم..! ولذلك يستحيل اسقاطهم دون أن يعي الناس عميقاً أن من يرفعون فوهاتهم ضد هذه الحكومة (ثوار أجلاء) وليسوا متمردين.. سيتجلى ذلك على امتداد الوقت .. فيجب إدراك أن كل من يرتضي حكم (اللص والكلاب)، فهو إما (لص انتهازي) أو تائه على أقل الفروض، أو غارق في أوهام الجنة المزعومة.. فما يفعلونه لا يكفي جهنم وحدها هكذا نعتقد..! خروج: في محاولة منه لصرف النظر عن (بوادر الثورة السودانية في الأحياء) وشغل الإعلاميين بأنفسهم، أعاد جهاز الأمن الرقابة على الصحف وأغلق صحيفة (الجريدة) لأنها أوردت ما هو قابل للنفي أو الإعتذار أو التصحيح (حول الجيش)… ولم يغلق أمن النظام صحيفة (آخر لحظة) التي كتبنا فيها ضد ذات الجيش، فشتان ما بين الخبر والرأي..! ثم كانت النتيجة إبعادنا عن الصحيفة مع إنكسار جهير لرئيس تحريرها (ربيب هؤلاء) وكأنه ليس الذي ظل يصر علينا (أن نكتب) ويكن لنا الود ظاهراً.. ونكن له الود صادقين.. هذا موضوع سنسرده بجدارة وانصاف، ليعلم القارئ المزيد من (أخلاقهم) وباطنهم (الجيفة) وخفاياهم في صنع الأعداء والضحايا وحقدهم الهائل على جميع المستويات…! لقد فعلوا خيراً بنا.. فذلك عدل الحزب (على نفسه) كالعادة..! * هل أرادوا استنساخنا لصالحهم خاب فالهم أم هي الحاجة للتوازن ما بين تطبيلهم وتهليلهم فوق جثة البلاد وبين معارضتنا الواضحة التي لا تتغطى بحزب أو جماعة أبداً..؟! * أما الجيش السوداني بحالته الراهنة، فليس مقدساً حيال النقد لصالح وطن يدفعون الثمن فيه نيابة عن (شلة حرامية: عسكر كبار مدنيين وأفاكين باسم الرب).. فما عدنا نفرق بين الجيش والدفاع الشعبي ومن يسمون عبطاً وزوراً (مجاهدين)… لست أدري يجاهدون ضد من؟ وليس في البلاد عدواً صحيحاً أحق بالمحاربة سوى (اللص والكلاب) أي بالواضح البشير وجماعته..!! فعلى أطهار الجيش أن (يثوروا) ضده، وقد جر العباد إلى ما فوق (التهلكة).. عليهم البحث عن مخرج سليم من كل هذه (اللوثة) باسم الدين… عليهم ألا يغضبوا من حديثنا، فما يُستنكر اليوم من الكلام، يشاد به غداً.. وإن غداً للرائي قريب… نحن نحب الشرفاء منكم (وهم كثر) فانظروا إلى بعض قادتكم (التافهين) يحملون نياشينهم دون حق وتاريخ (لزوم الزينة) ويكنزون مع المشير..!! أعوذ بالله . ( نقلاً من الراكوبة)