شريفة شرف الدين.. هل أعار العاهل السعودي رسالة البشير إهتماما؟ قرأنا في الراكوبة بالأمس أن البشير بعث برسالة خطية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز و قام بتسليمها مستشار الرئيس مصطفى عثمان إسماعيل لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل. المفارقة أن مصطفى إسماعيل هو ذاته من تبجح يوما بأن الشعب السوداني متسول قبل الإنقاذّ!!! من المؤكد أن الرسالة لن تقتصر على (كيف الحال؟ مشتاقين و مع السلامة) و طالما أنه تم التكتيم على محتوى الرسالة فيمكن أن نتكهن عن محتوى الرسالة بالإحتمالات التالية: 1. حاجة البشير الماسة إلى مبلغ مالي كبير و بشكل عاجل لمقابلة تحديات المرحلة الحالية و القادمة المتعلقة بالحروب المندلعة في أكثر من إقليم خاصة أن كل الحركات المسلحة كشرت عن أنيابها و أعلنت تضامنها للإطاحة بالإنقاذيين. هذا الإفتراض يثير تساؤلا: هل أتت زيارة أحمدي نجاد إلى السودان ثمارها؟ و سؤال آخر: كيف ترى إيران مراسلة البشير للسعودية بفارق أقل من أسبوع من زيارة أحمدي نجاد؟ 2. إعتذار من البشير للملك عبدالله فيما يتعلق بطبيعة العلاقات السودانية الإيرانية بعد الزيارة الخاطفة التي قام بها أحمدي نجاد للسودان في الأيام القليلة الماضية و يأتي هذا الإعتذار بعد اللهجة القوية التي وجهتها السلطات السعودية للمعارضين في شرق المملكة الذين قاموا بإحتجاجات مسلحة بإيعاز من إيران. هددت السلطات السعودية بسحب الجنسية السعودية عن كل من تثبت تورطهم و تسفيرهم لدولة إيران التي يبادلونها الولاء نسبة لإنتمائهم الشيعي. 3. تندر البعض بأن البشير يريد أن يحجز لنفسه خانة بجوار زين الهاربين إذا لزم الأمر خاصة أن قرب المسافة تسهل عملية الهروب من الحريصين على القبض على البشير و تقديمه للعدالة الدولية. و معروف أن المملكة معطاءة جدا في إيواء الرؤساء المغضوب عليهم من قبل شعوبهم. 4. و إن بدا احتمالا ضعيفا فإن الرسالة يمكن أن تتطرق إلى أعمال اللجنة السودانية السعودية المشتركة المتعلقة بالتنقيب في المياه الإقليمية للبلدين بالبحر الأحمر و يأتي ضعف الإحتمالية أن مثل هذه الأعمال تكون على مستوى فني تخصصي و على حسب علمي فقد قطع شوطا على المستوى التداولي. و لكن ما هي ردود الفعل المتوقعة للملك عبدالله بخصوص الرسالة هذا إن أعار الخطاب اهتماما أو قرأه في المقام الأول؟ لم تكن الدبلوماسية السودانية كعادتها موفقة في التوقيت بجعل السعودية خيارا ثانيا بعد إيران و كانت التوقعات تكون أكثر تفاؤلا فيما يتعلق بالدعم المالي لو أن الرسالة بُعثت قبل زيارة الرئيس الإيراني و المظاهرات بشرق المملكة رغم أنه لن يفوت على السلطات السعودية أن كل الدعم الذي قدمته لحكومة البشير لم ينتج عنه ما يفيد أنه استخدم بشكل راشد حتى و إنها أشرفت بشكل مباشر في إيصال الإعانات المادية للمتضررين في دارفور لتدلل على اهتزاز ثقتها في الحكومة السودانية. و قطعا لن تكون السعودية فرحة بإنفصال الجنوب رغم أنها هنأت الجنوبيين و وعدت بفتح سفارة لها و عدم سعادتها يكمن في طبيعة العلاقات بين الدولة الوليدة و أسرائيل التي هبت سراعا إلى زيارة سلفاكير رئيس دولة جنوب السودان. بعد حكم دام أكثر من عقدين لا تزال حكومتنا تتخبط في سياستها و بالعرف المدرسي فهي في حالة دائمة من الrepeat و لا تعرف على أي جانب (تخت صفها) فتارة مصر و أخرى إيران و ثالثة السعودية و كان حقيقا برئيسها أن يغني مقطع (حار بي الدليل) بعدما أصبحت حكومته كأنها مصابة بجرب معدي لا تتعامل معها هذه الدول إلا بشيئ من النفور و الإباء. كثيرا ما يقرع المتسول الباب و لا يُؤبه له .. فهل يكون ذلك هو مصير البشير؟ [email protected]