شريفة شرف الدين .. قيل إن رجلا أدمن الخمر و درج بشكل راتب على إحداث ضجة عارمة بالحي الذي يسكنه حتى ذاع صيته و اشتهر عند الصغير و الكبير فنصحته زوجته لو يحتسي خمره بالبيت تفاديا للعار .. امتثل الرجل لرأيها و صار يسكر في البيت (كتامي) حتى افتقد الجيران جلبته .. لكنه اشتاق رفقاء الكأس و على قوله لا يحلو الكأس حتى تجريها على الشلة و لم يجد غيرها .. تمنعت في البدء و لكنها شئيا فشيئا رشفت قليلا منه فسكرت في الحال و عندها سمعت أو خُيِّل لها أنها سمعت قرعا بالباب فقامت مفزوعة قائلة: سجمي .. راجلي جا!! ما كان من الزوج إلا أن (طفر) الحيطة كجني و رمى بنفسه خارج البيت.. ثم لم يلبث أن نفض عن نفسه الغبار ثم قرع و فتحت له الباب و هو يقول لها بإعتبارها ضيفة حلت عليهم: بالله الولية دي ما سجمانة!! .. تفرك في الملوخية و تخليكي تفتحي الباب!! فقالت هي: أنا ذاتي اتأخرت شوية أحسن أمشي أشوف أبو العيال يمكن جا!! خرجت هي و دخل هو و أغلق الباب. المؤتمريون ليسوا بأقل لخبطة من الرجل و زوجته في إدارة شؤون البلاد .. جعلوا من الشعب العدو الأول ففتحوا عليه النار بالأسلحة الثقيلة و الطيران و تفننوا في إقعاده بل و شله في الخروج عليهم .. ترى الإنقاذي يخرج من المسجد و يحشد كلامه قرانا و حديثا و لكن أفعاله كلها فاسدة و كلامه نفاق صريح .. لا تقل لي إني أعمم .. فثمة قاعدة تقول إن الساكت عن الحق موافق على الباطل .. من فيهم يتكلم عن فسادهم غير إبراهيم أحمد عمر الذي أثار جملة من التساؤلات عن مآلات حزبهم؟ إذا رايتهم تعجبك أجسامهم و أقلهم درجة علمية هي الدكتوراة و لكنهم أسوأ الناس فعالا .. لم تنههم صلاتهم عن فحشاء و لا منكر فاغتنوا و اكتنزوا بينما مؤسسات حيوية مثل الصحة .. التعليم .. و الجيش تشكي الإهمال. الإنجاز الوحيد الذي حققه الإنقاذييون .. أنهم انتشلوا أنفسهم من قاع قاع الفقر إلى قمة هرم الغنى .. و اختزلوا مصارف الزكاة الثمانية في (العاملين عليها) و لا أحد غيرهم عامل عليها غيرهم. هل رأيت إنقاذيا فقيرا يشتكي ثمن الدواء؟ .. انقطاع الكهرباء؟ .. شظف العيش؟ ضيق الحال؟ لا يخدعونك بالجسور و الطرق .. كلها من قروض علي الأجيال القادمة دفعها .. كم بلغت ديونكم منذ مجيئكم إلى اليوم؟ لن يجرؤا على الإجابة .. الأرقام مهولة .. أرأيت لو أنك أقرضت أحدهم المرة تلو المرة و لا يرد لك ما اقترض .. هل أنت مقرضه ثانية؟ هذا هو الحادث الآن .. لم تبقى دولة لم يقترض الإنقاذييون منها .. أنا لا أسمي من يجلس عشرين عاما على سدة الحكم منجزا حتى و إن ربط البلاد كلها بشبكة طرق و جسور بالقروض .. بينما يبعثر في ورادات البترول على أعضاء حزبه .. أستطيع على فقري أن أبني قصورا و ضياعا و أمتلك سيارات و شركات و كل شيئ و لكن كم يلزمني من وقت لسداد ما اقترضت؟ (حنسد الجوعة بموية و كسرة [email protected]