شريفة شرف الدين.. وا عجبي .. صفعة البوعزيزيي تصنع مجدا بتونس و إغتصاب صفية يصنع خنوعا بالسودان!! حتى متى نظل نهدر وقتا في الكتابة و القراءة و التعليق و أمور بلادنا يرجع بها الباطلون القهقرى و بتعنت؟ ألا ترون أن الكتابة باتت أمرا مكرورا مملولا بعدما لعبت دورها كاملا في كشف أباطيل العصابة؟ أما زلنا في المربع الأول من الإحماء الذي أذهب كل طاقاتنا؟ ألا ترون أننا أضعنا كل سانحة سائغة للإنقلاب عليهم بدءا بإنفصال الجنوب .. الحرب و مآلاتها في دارفور جبال النوبة و النيل الآزرق .. ضياع حلايب .. الصالح العام .. الفساد .. الغلاء .. عار التسول .. بعثرة ثروة الدولة ..؟ حتى متى نخوضها حربا بسلاح لوحة المفاتيح؟ ما قولي للكلب كلب؟ أينقصه؟ أليس الأمر بسيان أن أقول للزهر زهر؟ هل يختلف اثنان على أن البشير كذاب و إن شئتم كضاب؟ هي صفة لازمة له و من تخانة جلده صار بها لا يتأثر .. ألا ترون أن البشير و عصبته باتوا يراهنون على أن الثورة المزعومة ضدهم كسيحة أقعدها شلل لا براء منه؟ أندعهم يكسبون رهانهم فيخرجون كل يوم للتندر علينا و السخرية منا؟ أترانا أصابنا الخنوع فرضينا .. أم هو اليأس .. أم هي الأنانية؟ دعني أنا و سمها أنت .. هل كل همنا هو إنتظار بلوى جديدة من العصبة لتكون مقالا دسما يجذب آلآف القراء ثم لا تلبث أن تصير نسيا منسيا لتشرئب الأعناق لمصيبة أخرى و أخرى و تذهب سابقاتها في طي النسيان؟ من منا يذكر المشردين الذين قضوا و قضت قضيتهم؟ من منا ينفخ الرماد عن قضية مواسير الفاشر و واليها المتعنتر؟ من منا يأتي بذكر مشروع سندس؟ من منا يأسى لفتاة الفيديو المجلودة بمذلة؟ من منا يتكلم عن الإلكترونات المسرطنة؟ من منا يعمل على إحياء موات مشروع الجزيرة؟ ألآ ترون ان المصائب تكومت حتى ما بات من متسع؟ ألا ترون أنها أصبحت وقرا يسد الآذان و يبلد الأبدان؟ كأني بالمؤتمريين يجربوننا بالوخز .. و كأني بهم – حين لا حراك بنا – رجعوا بحقيقة موات ضمائرنا!! لن يغير الأمر شيئا و لو قرأنا ألف ألف مقال و خبر و نحن ندمن الإحتراب الكلامي. أدناه دعوة لحتمية عصيان مدني كتبناه في مقال سابق أقتبس منه: “لن نحتاج إلى لحس كوعنا لنقلب الحكومة.. لن نحتاج إلى رسم (شخيت) على الأرض بغية التحدي .. لن نحتاج إلى تخريب ما هو أصلا مخرب لقلب الحكومة .. لن نحتاج إلى تبني سياسة إغتيال الرموز الحاكمة لأنها سياسة تحرمها ديانتنا و ترفضها أعرافنا .. نحتاج إلى ما لا تستطيع الحكومة محاربته .. و لاتستطيع كلاب أمنها أن تنبح و تعمل (العضعيض) فينا .. نحتاج ببساطة إلى إرادة قوية و رغبة أكيدة لا تحدها حدود أن نرمي وراءنا أسباب ضعفنا الأساسية .. الجهوية و العنصرية و القبلية و الإنتماء الحزبي الضيق ثم نتبع ذلك بوحدة الرأي في العصيان المدني الشامل .. نقطع أوردة الحكومة و شرايينها .. نشل عصب حسها .. نتوقف عن أداء أعمالنا المرتبطة بالحكومة .. نهجر الصلاة تماما في أيما مسجد يؤمه كوز أو متكوز .. نعامل ببرود كل أركان النظام حتى إن كانوا آباء لنا و جيران حتى تضيق عليهم الأرض بما رحبت .. فمن غيرنا دماء تمنح الحكومة الإستمرارية بتبجح و قلة ذوق؟ لنضع جانبا ما سنلاقي لإخضاعنا .. فليقطعوا الكهرباء .. فليوقفوا المرتبات .. فليغلقوا المدارس .. فليفعلوا ما أرادوا و لنعرف جميعا أن الحرية ليست رخيصة .. و نتأهب لكل ما هو متوقع فإن جيراننا قدموا لنا أمثلة مجانية في التضحية و نالوا مرادهم و فشلت حكوماتهم بكل ما أوتيت أن تخرسهم بل إنقلب الأمر عليها فصاروا طرداء حبساء ينتظرون رأفة و رحمة شعوبهم و لا تهولوا صعوبة الإطاحة بحكومة الإنقاذ فما مثلكم و مثلها إلا صبي ممسك بدبوس يدسه في البالونة الضخمة فتخر لا حول لها و لا قوة. لا نريد أصواتا مثبطة .. دعونا من .. منو ؟.. كيف؟ و المسألة محتاجة .. و حقو .. دعونا نتفق على أن الأمر يعتمد عليك و علي فقط و دع الباقي فإن معظم النار من مستصغر الشرر .. حيث أنت ..أبدأ الآن أو أصمت” [email protected]