توصلت دراسة الى ان مستوى أعمال الاغتصاب والخطف والقتل والسطو أعلى لدى الثقافات التي تمارس تعدد الزوجات . وذهب الباحثون من جامعة بريتش كولومبيا الكندية الى ان الزواج الاحادي حل محل تعدد الزواج لأن مشاكله الاجتماعية المتأصلة أقل. وقال البروفيسور جوزيف هنريك رئيس فريق الباحثين ان الهدف من الدراسة كان فهم السبب في تحول الزواج الاحادي الى الشكل المتعارف عليه من الزواج في غالبية البلدان المتطورة خلال القرون الأخيرة حين كانت غالبية الثقافات الأخرى التي لها تاريخ مكتوب تمارس تعدد الزوجات. وأضاف ان ظهور الزواج الاحادي محيِّر بنظر البعض لأن أكثر المستفيدين من تعدد الزوجات وهم الأثرياء وأصحاب السلطان كانوا في مقدمة الداعين الى رفضه. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن البروفيسور هنريك ان نتائج الدراسة تشير الى ان الزواج الاحادي المؤسسي يوفر في المحصلة النهائية منافع أكبر للمجتمع عموما بتقليله المشاكل الاجتماعية المتأصلة في المجتمعات التي تمارس تعدد الزوجات. وتمثل الدراسة أوسع بحث حتى الآن في تعدد الزوجات ومؤسسة الزواج. وسجلت الدراسة مستوى أعلى من أعمال الاغتصاب والقتل والاعتداء والسطو والاحتيال في ثقافات تبيح تعدد الزوجات . وقال البروفيسور هنريك ان شح النساء المؤهلات للزواج في الثقافات التي تجيز تعدد الزوجات يزيد حدة المنافسة بين الرجال على المتبقي من النساء غير المتزوجات. وان هذه المنافسة تزيد احتمال لجوء الرجال في هذه المجتمعات الى السلوك الاجرامي للحصول على موارد ونساء. وأوضح هنريك ان الزواج الاحادي يؤدي الى التخفيف من حدة المنافسة والمشاكل الاجتماعية ، وانه بنقله جهود الرجل من البحث عن زوجة الى الاستثمار في الأبوة يخدم التخطيط بعيد المدى ويزيد الانتاجية الاقتصادية والمدخرات وتوظيف جهود أكبر في تربية الأطفال. كما يسفر الزواج الاحادي ، بحسب الدراسة ، عن تحسن كبير في رعاية الطفل ، بما في ذلك هبوط معدلات إهمال الطفل والاعتداء عليه والوفاة الطارئة وقتل الطفل والنزاعات العائلية. وتتحقق هذه المنافع من ارتفاع مستوى الاستثمار في الأبوة وصغر حجم العائلة وتعزيز رابطة الدم المباشرة في العائلة ذات الزواج الاحادي. وقال البروفيسور هنريك ان الزواج الاحادي سبق الديمقراطية وسبق منح المرأة حق الاقتراع في الدول التي أصبح فيها الشكل المؤسسي من الزواج.