فجر الكاتب الصحافي المصري محمد حسنين هيكل, مفاجأة من العيار الثقيل في كتابه الجديد “مبارك وزمانه .. من المنصة إلى الميدان”, حيث أكد أن الرئيس السابق حسني مبارك هو من قتل الشخصية السودانية البارزة الإمام الهادي المهدي. كما كشف في الكتاب الذي ينشر على حلقات في جريدة “الشروق'” المصرية, عن دور مصري في الأحداث المعروفة بجزيرة أبا بالسودان, والتي جرت أوائل السبعينات من القرن الماضي, وقصف فيها الجيش السوداني بمعاونة فرق من الجيش المصري, الجزيرة السودانية الواقعة على ضفاف النيل الأبيض, والتي تحصن بها مجموعة من أنصار الإمام المهدي المناوئين لحكم جعفر النميري آنذاك, وخلفت مجزرة راح ضحيتها الآلاف. الجدير بالذكر أن الحكم الديمقراطي السوداني كان قد قرر فتح المطارات السودانية للطيران الحربي المصري, بعد تدمير المطارات الحربية المصرية في هزيمة 1967, وحينما قام الانقلاب المايوي في مايو 1969م كان الطيران المصري موجودا بقاعدة وادي سيدنا. وفي مارس 1970م تمت مجزرة الجزيرة أبا التي قصف فيها النظام المايوي الجزيرة أبا بالطيران وبمدافع الهاون. واختلفت الإفادات حول مدى اشتراك الطيران المصري في قصف الأنصار في الجزيرة أبا التي كانت مقرا للإمام الهادي والأنصار ومركزا لتجمع المعارضين والرافضين لانقلاب النميري على الحكم في السودان. وكان الصحفي الكبير هيكل قد تطرق للأحداث في حلقة من برنامجه الأسبوعي (ساعة مع هيكل.. تجربة حياة) بقناة الجزيرة الفضائية بثت يوم الخميس 3 يونيو 2010م ونفى فيها أن يكون لمصر أي دور في أحداث الجزيرة أبا ومقتل الإمام الشهيد الهادي المهدي (1970م) وقال إنه قتل في كسلا حيث قدمت له مانجو مسمومة ولم تكن مانجو مصري بتعبيره. وروى في تلك الحلقة أنه نصح الرئيس المصري عبد الناصر بعدم الاشتراك في قصف الجزيرة أبا وأكد أنه ولذلك السبب عدل عبد الناصر عن رأيه ولم يشارك الطيران المصري في القصف. وكانت إفادات هيكل السابقة وجدت صدى واسعا واستنكارا في السودان لمعارضتها للحقائق المنشورة والموثقة حول الأحداث وأهمها أن مقتل الإمام الهادي كان في الكرمك وليس كسلا، وأنه جرت محاكمة معلنة لقتلة الإمام الهادي ورفيقيه في العهد الديمقراطي. وتعد إفاداته الحالية عكسا مباشرا للإفادات السابقة .