أصدرت الخارجية الأمريكية مساء الاثنين 6 ديسمبر بيانا اطلعت عليه (حريات) حول زيارة مزمعة للمبعوث الخاص للولايات المتحدة للسودان الجنرال سكوت غريشن لمواصلة دعم الجهود الدولية الجارية لضمان التنفيذ الكامل وفي الوقت المناسب لاتفاقية السلام الشامل (2005). جاء بالبيان “سوف يسافر المبعوث الخاص للخرطوم ودارفور وجوبا”. وقال إنه سوف يلتقي في الخرطوم وجوبا مع كبار المسؤولين السودانيين لحثهم على مواصلة الاستعدادات للاستفتاء بشأن تقرير المصير لجنوب السودان المزمع في يناير 2011م ووضعه على المسار الصحيح ، والاتفاق على طريق للمضي قدما في أبيي، وفي التخطيط لمرحلة ما بعد الاستفتاء. وقال البيان إن غريشن سوف يقضي ثلاثة أيام خلال جولته في دارفور حيث يزور كلا من الفاشر ونيالا ويلتقي فيهما مع مسئولين من اليوناميد وغيرهم من الشركاء الدوليين لمناقشة الوضع الأمني والإنساني في دارفور. وفي النهاية يقوم “المبعوث الخاص بزيارة الدوحة ، قطر ، لمناقشة سبل المضي قدما في دارفور” مع كل من الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي ، والمسؤولين القطريين، بغرض تسهيل محادثات السلام الجارية بين أطراف الصراع في دارفور. وتأتي هذه الزيارة في وقت حرج حيث تبقى نحو شهر فقط للموعد المضروب للاستفتاء وفي ظل مطالبات أعلنت من قبل رئيس المفوضية المشرفة على تنفيذه بالتأجيل الذي لا يقبل به الجنوبيون . كما إنها تأتي متزامنة مع اجتماعات الرئاسة بالخرطوم والتي تضع قضية أبيي في أول أجندتها، وتتزامن مع تفجر الوضع في أبيي بين كل من المسيرية ودينكا نقوك. الجدير بالذكر أن زيارات الجنرال غريشن للسودان صارت متكررة ومتقاربة بشكل متزايد في الآونة الأخيرة، ولكن هذه من المرات القلائل التي يزور فيها دارفور أيضا. ويأتي هذا التركيز على ملف دارفور عقب زيارة كل من السيدين أحمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للخارجية القطري والسيد جبريل باسولي الوسيط الدولي المشترك لمحادثات سلام دارفور. وفي سياق ذي صلة توقع القيادي في الحركة الشعبية، وزير مجلس الوزراء، دكتور لوكا بيونق ان تشهد الفترة المقبلة تغيرات في السياسة الامريكية تجاه السودان اكثر حسما، وان يسحب من المبعوث الامريكي الخاص سكوت غرايشن ملف السودان . وقال بيونق ل (الصحافة) إن النداءات التي انطلقت اخيرا من الكونغرس الامريكي بشأن ارسال اربعة من قيادات الادارة السابقة بينهم وزيرة الخارجية هيلاري كيلنتون ووزير الخارجية السابق كولن باول ،جاءت بسبب مواقف الاربعة الحاسمة تجاه السودان ،واشار لأهمية السودان بالنسبة للبيت الابيض في الانتخابات الحالية التي تجري هناك، وذكر بيونق ان هناك صراعا داخلياً بين الديمقراطيين اليمينيين واليساريين، موضحا بأن الاولى تقف وراء فتح صفحة جديدة مع الاسلاميين ، وترى في السودان نقطة انطلاق لتقوية العلاقات بين المسيحيين والمسلمين، والاخيرة ترى ان التعامل مع حكومة السودان يتناقض مع توجهاتهم وتحاول اتخاذ مواقف حاسمة ، واكد ان البيت الابيض بدأ في الاستماع للتيار اليساري لا سيما بعد فشل سياسة غرايشن وفقدانه الثقة من الشريكين الوطني والحركة الشعبية. وقطع لوكا بأن الفترة المقبلة ستشهد تحولاً كبيراً في السياسة الامريكية تجاه السودان، وقال ربما يتم تقليص دور غرايشن ليقود ذلك في النهاية لبعض التغيرات حتى بعد الاستفتاء،واشار لعدم مقدرة غرايشن على مواجهة اللوبيات الامريكية والمواقف الواضحة للجمهوريين التي قال انها اتفقت مع الديمقراطيين اليساريين على التعامل مع السودان بطريقة مختلفة وزاد : وسيكون (غرايشن الضحية).