ظللنا ندعو لتحقيق التسوية السياسية الشاملة قبل ان تتفاقم الاوضاع وتفرز واقع الانفصال بكل تداعياته وآثاره السالبة على دولتي السودان والمواطنين السودانيين هنا وهناك، لكن للاسف تخندق الحزبان الشريكان في الحكم قبل اجراء الاستفناء على مصير الجنوب _المؤتمر الوطني والحركة الشعبية_ خلف اجندتهما واستمرار الخلاف والتشاكس بينهما اوصل البلدين لهذا الوضع المعقد هذا الوضع المعقد الذي اعاد حزبي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية الى اجواء ما قبل اتفاق نيفاشا يستوجب اكثر الاسراع لانجاز التسوية السياسية الشاملة التي لا تتحقق بالتعيينات السياسية الصورية كما ظل يحدث قبل الانفصال وبعده وانما لابد من الوصول الى اتفاق سياسي قومي يستصحب الاحزاب المعارضة بما فيها حزب الحركة الشعبية الشمالية لوقف كل النزاعات القائمة ودفع استحقاقات التحول الديمقراطي كاملة. اننا نبارك دعوة نائب الرئيس الصيني زي جن ينغ لحل الخلافات بين حكومتي بلدى السودان بالتفاوض، وذلك يستوجب الاسراع بانجاز التسوية السياسية الشاملة في الداخل، وهي تسوية ممكنة اذا خلصت النوايا وجد العزم خاصة من حزب المؤتمر الوطني قبل ان تتفاقم الاوضاع اكثر وتخرج من نطاق السيطرة وتسد منافذ التفاوض. نبارك ايضا دعوة رئيس قطاع الاتصال التنظيمي بالمؤتمر الوطني المهندس حامد صديق لحزبي المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي السوداني وكل القوى السياسية للتسامي فوق الخلافات والتفكير بصورة عقلانية، ونرى ان على المؤتمر الوطني ان يبدأ بنفسه اولا فالأمر بالفعل ليس امر المؤتمر الوطني وانما امر الوطن. لذلك ظللنا نقول ان المهم ليس انقاذ المؤتمر الوطني وانما انقاذ الوطن وان التحدي الحقيقي هو الانتقال من دولة الحزب الى دولة الوطن والمواطنة. ان الدفاع عن الوطن والحفاظ عليه يستوجب درجة اكبر من المرونة تخترق اسوار التمكين الحزبي لصالح الوطن وكل المواطنين لتأمين وحدة السودان الباقي بل والسعي بجدية لاعمار علاقاته مع الشقيقة دولة جنوب السودان التي اعترف معنا المهندس حامد صديق بالعلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تربطنا باهلنا في الجنوب والتي يحاول دعاة الحرب هنا وهناك تخريبها على حساب مصالح شعب السودان الواحد في الدولتين.