عقد طلاب المؤتمر الشعبي مؤتمرهم الثالث في الفترة 8-9 مارس الجاري يومي الخميس والجمعة، والذي أوردت (حريات) خبرا عن جلسته الافتتاحية وتورد اليوم التقرير التفصيلي التالي عن مجريات المؤتمر: عقد طلاب المؤتمر الشعبي تحت مسماهم التاريخي “الحركة الإسلامية الطالبية” ، عقدوا مؤتمرهم العام الثالث رافعين شعار “إرث من الحكمة وهدى للمستقبل”، المؤتمر الذي عقد في ظل ظروف استثنائية تمر بها البلاد في ظل التردي العام في الوضع السياسي والإجتماعي والاقتصادي ، وتنسم الشعب السوداني لرياح الثورات المحيطة به وتطلعه لإنجاز ثورته الخاصة . عقد المؤتمر بعد انقطاع سنوات صارع فيها تنظيم المؤتمر الشعبي قبضة الأمن وتضييقه عليه منشطا وحرية لأفراده وتشويها إعلاميا لوجهه ومحاولة لحصره في صورة مزيفة تعرضه كتنظيم عنف تارة او تنظيم جهة تارة أخرى ، استطاع طلاب الشعبي التغلب على معوقاتهم المالية الخانقة فعقدوا مؤتمرهم اصرارا لاستكمال البناء التنظيمي لصف الطلاب وصف المؤتمر الشعبي عامة ، شهد المؤتمر الذي استمر لمدة يومين ممثلو لطلاب الشعبي من كل ولايات السودان إضافة لممثلي الجامعات وممثلي الأمانة الاتحادية للطلاب ، بالإضافة للفيف من قيادات المؤتمر الشعبي يتقدمهم الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي ، بالإضافة للعدد من ممثلي القوى والتنظيمات السياسية السودانية ولكيان تحالف قوى الإجماع الوطني ، ففي اليوم الأول ألقى الأمين العام للحركة الإسلامية الطالبية المهندس قصي عبدالله كلمة ترحيبية بالحضور والضيوف الكرام ، وابتدر حديثه باستعراض مجاهدات خمسين عاما للحركة الاسلامية بابتلاءاتها ومكتسباتها منبها لأن التركة آلت الآن للشباب الذي تقع على كاهله مسؤولية المجاهدة والمصابرة الحالية والمستقبلية ، مذكرا أن تاريخ الحركة مليئ بالتضحيات والمجاهدات منذ أكتوبر 64 مرورا بابريل 85 ، مؤكداعلى ضرورة العمل مع القوى الأخرى للوصول للهدف المشترك برفع العناء عن كاهل هذا الشعب وذلك بإزالة هذ الطغمة الفاسدة ، وعرج على أن هذا الاجتماع ينعقد في لحظة تاريخية فلابد من تحكيم الشورى واثرائها صقلا للتجارب واحكاما للخطط . بعد ذلك عرض منظموا المؤتمر فيلم فيديو عن فيه سرد وتحليل لتاريخ الحركة الاسلامية الطالبية أعقبه عرض فيديو احتفاءا بثورات الشعوب في المنطقة . شرف المؤتمر على مستوى قيادة تحالف قوى الإجماع الوطني الاستاذ محمد ضياء الدين ممثل التحالف والناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي الذي ثمن المؤتمر وأكد على ضرورة الالتزام بخط التغيير الثوري والعمل المشترك ، وكذلك ألقى الأستاذ صديق ممثل طلاب الحزب الشيوعي السوداني كلمة باسم طلاب قوى الاجماع الوطني أعقبه بالكلمة الاستاذ عمر الحبر يوسف نور الدائم ممثلا لجماعة الإخوان المسلمين ، وختم الحديث الشيخ حسن الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي ، الذي حيى المؤتمرين ودعاهم للقيام بواجبهم تجاه تنظيمهم وامتهم ودعى كذلك لأن تنهض الأمة كلها هبة واحدة لاقتلاع هذا النظام الفاسد وأكد على ان هذه الثورة ليست ببعيدة بل إنها وشيكة الوقوع ، وكذلك شهد المؤتمر الأستاذ الحبيب عباس ممثلا للطلاب الأنصار حزب الأمة القومي ، وأما اليوم الثاني قفد خصص بأكمله لمناقشة أوراق المؤتمر ونظام الطلاب الأساسي والجلسة الاجرائية التي يتم فيها انتخاب الأمين العام الجديد للطلاب ، كانت أولى الأوراق حول موضوع رؤية مستقبلية لمسيرة الحركة الاسلامية الطالبية ، ناقش خلالها الطلاب فكر الحركة بين الماضي والحاضر واكدوا على ضرورة تطويره والاجابة على الأسئلة المستجدة وعدم الانكفاء على إرث الماضي لا فكرا ولا سلوكا وعرجوا على واقع البلاد المتمزق جهويا والمتردي حضاريا وضرورة استخراج حلول مفصلة منضبطة لا تلفيقية من منهج القرآن ومسلك الدين ، وأن لا مخرج ولا حلول تنفصل من التجديد الفكري لمنهج الحركة ورؤاها وأن زمان العموميات قد ولى وآن أوان المنهج المنضبط الواضح ، ثم ناتقش الطلاب نظامهم الأساسي الاتحادي وتناولوا ما ورد فيه من تعديلات جديدة ورفعوا توصيات بضرورة اعادة المراجعة دوما فيه لتطويره وملائمته، ثم من بعد ذلك أكدوا على نهج الثورة لاسقاط النظام وأن لا سبيل لحوار أو تفاوض أو مقاربات معه ، وفي الجلسة الإجرائية انتخب المؤتمر بالاجماع الأخ الفاضل علي محمد أمينا عاما للحركة الاسلامية الطالبية ، وهو من قيادات طلاب الشعبي ومن ذوي الخبرة فيهم .وبذلك يكون طلاب المؤتمر الشعبي قد وجهوا صفعة للنظام الحاكم بمجرد اقامة مؤتمرهم الثالث ، فقد سبقته حملة إعلامية شرسة تسعى لإفشاله ، ويكونون قد صوبوا على أكثر ما يزعج النظام الحاكم وهو التأكيد على ضرورة الثورة الشاملة لاسقاطه والالقاء به بعيدا لسودان متقدم مستقر، وأكدوا كذللك على عزمهم على المضي قدما في التطوير والمراجعة الفكرية والتنظيمية لحركتهم. وقال الأستاذ مجاهد عبد الله عضو أمانة الإعلام بالمؤتمر الشعبي والصحفي المعروف برأي الشعب ل (حريات) إن المؤتمر نجح نجاحا منقطع النظير برغم سعي الأجهزة الأمنية لتخريب المؤتمر وتشويه سمعته في الإعلام والحديث عن أن هناك خلافات داخل قطاع الطلاب والإيحاء بأن المؤتمر سوف يفجر قنبلة داخل المؤتمر الشعبي إشارة لأنه سيثير خلافات طاحنة وسط الطلاب، ولكن المؤتمر بحسبه خرج بشكل مدهش فهي أول مرة يجمع الطلاب بالشورى على اختيار أمينهم وانتخبوا الأخ الفاضل علي، فقد كان الطلاب وقيادة الشعبي واعين ومدركين للمخطط وبحنكتهم أحبطوا كل المخططات فيما يلي مؤتمر الطلاب، مما أثبت أن المؤتمر الشعبي حزب أكثر بعدا من هذا النظام، وكل الفئات داخل المؤتمر الشعبي أجمعت على ضرورة إسقاط النظام. ولا شك أن الطلاب سوف يكونون أكثر تنظيما في كل الجامعات والمعاهد العليا كثمرة لهذا المؤتمر الناجح.