وسط اجواء مشحونة بعواطف متباينة امتزجت بين الحزن والفرح ، استقبل زعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي امس ” حافى القدمين” ستة من كوادر حزبه المحكومين في قضية ما يسمى بالمحاولة التخريبية، فور اطلاق سراحهم من سجن كوبر ، بعد اكمال عقوبة السجن المقررة بعشر سنوات. واستقبل انصار الشعبي المفرج عنهم بالدموع وسط تهليلات وتكبيرات تخللتها المطالبة باسقاط النظام . وشبه الامين العام للشعبي الدكتور حسن الترابي حالة المعتقلين في سجون النظام بما جرى لسيدنا يوسف عليه السلام الذي القي به اخوته في غياهب الجب، واردف مخاطبا المفرج عنهم واسرهم “مثلما القي بيوسف في البئر من قبل اخوته الذين خانوه، كذلك اخواننا كانوا يلقون بنا الي السجون تباعاً، لكن الله ينقذنا من ذلك” وزاد “هؤلاء الاخوة خرجوا الان من معهد يوسف عليه السلام الذي دخله بريئاً بالطبع، لكن كان السجن احب اليه من ان يستكين الي ارهابهم” ومضي ساخراً من بعض الذين فارقوا طريق الشعبي ولحقوا بالمؤتمر الوطني قائلاً “آخرون بالطبع ركعوا وركنوا عن هذا الطريق كما تعلمون، كلما شق عليهم الطريق وبعدت بينهم الشقة ركعوا” واشار الترابي الي ان السجن احياناً يخلق شيئاً من العزة مثلما كان قدر الله ان يكون يوسف نبياً من بعد السجن، واردف “ما كانوا ليؤمنوا لان الفتنة اخذتهم وهو نهج القوم المجرمين” ودعا الي ابطال الباطل اولاً ومن ثم العمل علي اقامة الحق، لكنه نبه الي ان الاخير اكثر مشقة من الاول، وزاد “اقامة الحق هي اشق علي الناس من ابطال الباطل” ودعا المواطنين الي التنادي والاستعداد لهبة شعبية كالتي حدثت من قبل بالسودان وبعض البلدان العربية، لترد السلطة الي الشعب ويختار بارادته وشوراه من يحكمه، وتابع “ويعود اليه المال العام لا ان يحتكر في ايد زمرة قليلة احتكرته ففتنهم”. واكد ان البلاد تكاد تتمزق واردف “نخشي ان تصيبها فوضي وخراب وتدخل في دوامة صراع ينشغل به الكل فتتعطل طاقات الانتاج بعدما تتحول الي ادوات حرب تسفك فيها الدماء وتزهق الارواح”. من جانبه اكد ممثل مطلقي السراح خالد عثمان المضي في ذات المعاني التي من أجلها سجنوا وزاد “عرفنا ان الخطة القادمة هي العمل علي اسقاط هذا النظام الفاسد المفسد” وتأسي عثمان علي حال السودان الراهن مشيراً انهم تركوه موحداً قبل دخلوهم السجن لكنهم عقب خروجهم وجدوه منقسماً الي اثنين والازمات تحدق به في كل مكان، لافتاً الي ازمات دارفور وكردفان والنيل الازرق وداخل الخرطوم، وتابع “لكن ان شاء الله سنعمل جاهدين لازالة هذا الظلم”.