انا من المتابعات لكلام الناس خاصة يوم السبت؛ لأنكم تتناولون فيه بعض القضايا الاجتماعية والأسرية المهمة، لكن للأسف لم تتطرقوا أبداً لمشكلتنا المتفاقمة مع تعقد الحياة المعيشية. هكذا بدأت فاطمة من الخرطوم بحري رسالتها وهي تقول إنها تتحدث إنابة عن الأغلبية المنتظرة التي تتزايد إحصائياً “في انتظار جودو” ليس مسرحية اللامعقول التي كتبها على ما أذكر صموئيل بيكيت، وإنما مسرحية حقيقية أبطالها نحن. نحن اللاتي يمر قطار الزواج أمامهن ولا يلحقن به، وسنوات العمر تمضي دون بارقة أمل، الأمر الذي اضطر بعضنا إلى البحث عن “ضل راجل” كما يقول المثل المصري المشهور “ضل راجل ولا ضل حيطة”. أراك تكتب عن الحميمية الضرورية للوفاق الأسري والحب الذي هو شريان الحياة الأسرية، وعن الحبوبة التي لم تترك “بوختا” المحبوبة ولكنك لم تتناول معاناتنا من قريب ولا بعيد. للأسف تعلقنا بأهداف التعليم والوظيفة، وهذا مهم بالطبع خاصة في هذه الظروف المعيشية الأصعب، ولكن للأسف كان ذلك على حساب حياتنا الأسرية التي ما زالت في عالم المجهول. أصبحنا في مواقع العمل- أدوات للونسة والتنفيس عن النفس حتى من بعض المتزوجين، أرجو ألا يذهب خيالك بعيداً، فإنني أتحدث عن العلاقات الصورية التي لا تحمل إلا السراب، وللأسف بعضنا يتعلق بخيط الأمل الواهي الذي سرعان ما ينقطع عند أول اختبار عملي. عفواً.. انتهت رسالة القارئة فاطمة بعد أن ألقت بحجرها في بركة هذه القضية الاجتماعية الساكنة على أمل أن نشترك جميعاً في حلول عملية مباشرة كل في محيطه الأقرب في الأحياء وفي مواقع العمل. والباب مفتوح لتقبل الآراء والمقترحات حول هذه القضية الاجتماعية المؤرقة.