قال سلفا كير ميارديت، رئيس دولة جنوب السودان، إن جهات في الخرطوم تعتقد أنها يمكن أن تحتل الجنوب بمواصلة الهجوم العسكري على بلاده، ووصفها بأنهم حالمون، مشددا على أن بلاده ستعمل على حل المشكلات مع الحكومة السودانية، في وقت دعت جوبا دول الإيقاد (المنظمة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا) للعمل سويا مع الاتحاد الأفريقي بتقوية المفاوضات الجارية بينها وبين الخرطوم لحل القضايا العالقة. وقال سلفا كير، في كلمة له أمام موظفي وعمال القصر الرئاسي ووجهها لمواطنيه بمناسبة عيد الفصح، أمس: على شعب جنوب السودان أن يحتفل بالأعياد بسلام. ودعاهم إلى ألا يقلقوا من المشاكل الجارية بين بلاده والسودان، التي أدت إلى مواجهات عسكرية في حدود البلدين، وفشل وفديهما في التوقيع على اتفاق الأربعاء الماضي لوقف العدائيات وإنهاء الاشتباكات الحدودية. وقال: «على الرغم من كل المشاكل المستمرة بين الخرطوموجنوب السودان سيتم الخروج منها قريبا، وينبغي ألا يقلق أي أحد من ذلك». وتابع: «هناك في الخرطوم من يعتقدون أن الهجوم العسكري يمكن أن يؤدي إلى احتلال جنوب السودان، لكنهم يحلمون». من جانبه، قال الدكتور برنابا مريال بنجامين، وزير الإعلام في جنوب السودان، ل«الشرق الأوسط»: إن جوبا اقترحت أن تدخل مجموعة دول الإيقاد في المفاوضات الجارية بين السودان وجنوب السودان الذي ترعاه الآلية الرفيعة التابعة للاتحاد الأفريقي. وأضاف: «إن الغرض من المقترح تقوية الوساطة وليس تبديلها، لا سيما أن (الإيقاد) كانت وراء اتفاقية السلام الشامل التي تم توقيعها في 9 يناير (كانون الثاني) 2005. إن (إيقاد) لديها خبرة في الشأن السوداني». وقال بنجامين إن رئيسه سلفا كير بعثه برسالة خاصة إلى رئيسي كينيا وأوغندا حول تطورات الأوضاع بين جوباوالخرطوم، مشيرا إلى أن البلدين وعدا بأنهما سيعملان على إقناع الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي لإيقاف القصف الجوي المستمر من السودان على بلاده، وقال إن قيادتي البلدين في نيروبي وكمبالا أكدتا أنهما ستعملان من موقعهما في منظومة «الإيقاد» على حث الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي لوقف القصف الجوي من قبل القوات المسلحة السودانية وحل النزاع بين جوباوالخرطوم. وأضاف: «نحن لا نسعى إلى تغيير منبر الاتحاد الأفريقي، بل على تقويته عبر (الإيقاد) والمجتمع الدولي حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام مع السودان ووضع حد للنزاعات في الحدود». من جهته، قال العبيد أحمد مروح، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية السودانية، ل«الشرق الأوسط» أمس: «إن السودان ما زال متمسكا في ما يتعلق بالمفاوضات حول القضايا العالقة مع دولة جنوب السودان بالآلية الأفريقية التابعة للاتحاد الأفريقي، التي يترأسها ثابو مبيكي، رئيس جنوب أفريقيا السابق، وإنه ليس من الحكمة تغيير منبر التفاوض في هذه المرحلة من المفاوضات». وأضاف مروح: «إن اقتراح جوبا بتدخل مجموعة دول (الإيقاد) في المفاوضات الجارية بين البلدين لن يدعم جهود الوساطة الأفريقية بقدر ما يحدث من إرباك وبلبلة؛ لذلك فمن الضروري أن تتضافر الجهود الأفريقية وغيرها في دعم جهود الآلية الأفريقية لإنجاح وساطتها في معالجة القضايا العالقة بين البلدين».