قبل ساعة الصفر ولحظة دخول القصر. لقد سئمت منه ومن هطله. كيف لى أن أعلمه مهارة المكر وحرفة الخداع وبراعة الكذب. إنه لا بد أن يتعلم أن وأد الحر دين عليه. هذا آخر درس سألقيه لكى يتعلم هذا التلميذ كيف يفهم وكيف تكون فروض الولاء والطاعة. سنسخر منه ونضحك عليه لنتحكم به ونجعله أضحوكة عبر التاريخ. أخبر ستة من تلاميذه بأن يحضر كل واحد منهم بيضة يخبئها تحته. ونادوا بعدها رفيقهم بالخارج ان ادخل واجلس. قطع إبتسامتة الدائمة بتجهم خبيث فصاح قائلا: ويحكم انكم مثل الدجاج. منذ متى وانتم تخرجون عن طاعتى وامرتى. والله والله ان لم يخرج كل واحد منكم بيضة الآن لأقطعن رقابكم. فاظهروا الخوف والإضطراب و بداوا بالمكاكاة “كاك كاك” ليوحوا أنهم فعلا فراخ. وبعد برهة اخرج الأول بيضة. وضج المكان بأصوات الدجاج. وتملك الذهول الشديد صاحبنا التلميذ. و كاك كاك كاك؛ اخرج الثانى بيضة؛ وكاك كاك كيك كوك اخرج الثالث بيضة … وصاحبنا فى اشد دهشة من هول ما يرى ويشاهد. جحظت عيناه حتى كادت أن تخرج من مكانهما، وأرتفعت حواجبه حتى إلتصقت بمؤخرة ناصيته و تدلدلت شفتيه حتى كادت أن ترتطم بالأرض … فصار يكاكى، ويدفع بصعوبة دون جدوى، ويصيح بأعلى صوته كاك كاك، كاك كاك، حتى فرغ كل الهواء… من دون جدوى! … وبعدما سلم كل واحد بيضته. سأله الزعيم: اين بيضتك؟. وبعدها صمت وقال: يا مولاى هل رايت دجاجا يبيض من غير ديك! قال لا. فقال: هؤلاء فراخك و أنا ديكهم. ابتسم الزعيم ابتسامته الصفراء المعهودة فقال: طالما أنت ديك ولديك الموهبة وقابلية الإبداع سأعينك فى مرتبة أعلى من الكل ستكون ديك القصر. وفقط يجب عليك أن (تعوعى) تصيح جيدا كل يوم. ومنذ ذلك الحين إنطلق فى الصياح، ويعوعى باعلى صوته ويشرط حلقومه فى الفارغة والمقدودة ويثبت مهارة فى إنه مالئ مركزه بجدارة. ومن حوله إستمروا يفرخون البيض ولكنه البيض الفاسد. وللمفارقة، بعد هذه السنوات، بدأ الزعيم يتهرب من فعلته هذه، ويبرئ ذمته، ويريد إعادة السيطرة على الوضع، محاولا إرجاع الأمور كما كانت، فهل يقدر؟!!. * ملحوظة مهمة: هذه الحكاية من نسج قصص الظرفاء. وكاتب السطور لا يستطيع تكبيل حرية عقول القراء وليس لديه أدنى مسئولية بذكاءهم أو خصوبة خيالهم.