بشرى الفاضل.. ما حكاية سبق السودان للبلدان العربية في ثورات الربيع العربي هذه التي يكررها قادة النظام والمعارضة على السواء؟ نحن لم نسبق هذه البلدان في ثورات الربيع العربي بل قمنا بهبتين سودانيتين خالصتين لا ربيع فيهما ولا هماعربيتان في أكتوبر وأبريل لكنهما أصبحتا ضمن الرصيد العالمي للهبات والثورات .وفي المستقبل سنستلهم منهما بأكثر من غيرهما من كل بد لا أحلام اليقظة ولا الفجر الكاذب كما قال نافع بل الفجر الصادق المتمثل في الحرية. الجديد والطريف في الحديث عن السبق هو ما صرح به نافع لدى افتتاح فعاليات العمل الصيفي لطلاب المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم حيث قال: (ان الذين يحلمون بالثورة في السودان لايعلمون أن الشباب السوداني سبق ثورات الربيع العربي في الميل أربعين).هذه أول مرة يتم فيها تحويل مفهوم الثورة إلى معركة في حرب بين أبناء الوطن الواحد مما ساهم بقسط وافر في انشطاره فيما بعد. فانظروا كيف تم اختزال ثورة كاملة في معركة، قطار كامل من الوعود التاريخية والآمال في قنبلة، (وطن شامخ وطن عاتي وطن خير ديموقراطي) في اقتتال! ومن الكلمات المجانية التي أطلقها الدكتور نافع علي نافع وهو يخاطب طلاب المؤتمر الوطني ضمن اجتماعهم للنظر في أنشطتهم المزمعة خلال العطلة الصيفية أن مشروعات الطلاب التي تقدموا بها لإنفاذها خلال الصيف المقبل تؤكد أن (المجتمع السوداني قائد ومعلم للدنيا كلها).تعبير يذكرنا بشعار الإخوة المصريين الذي يصدعون به ليل نهار في شوفونية بائنة حين يقولون(مصر أمّ الدنيا )ويزيد عليه. وأخشى أن يقبل السودان وقد بدأ يتآكل من الأطراف وتعم به المجاعات وشح الموارد على الدنيا لا بصفته الجديدة “معلم الدنيا” بل بأن يقول للدنيا أنه أصبح “معلّم الله” [email protected]