طالب مجلس الامن التابع للامم المتحدة السودان بأن يوقف على الفور غاراته الجوية على جنوب السودان وقال انه سيدرس في الايام المقبلة خطوات اضافية محتملة لمنع تصاعد الاشتباكات بين الجارين الي حرب. وأبلغ مسؤولون كبار بالاممالمتحدة المجلس المؤلف من 15 دولة أن القصف الجوي لولاية الوحدة في جنوب السودان ليل الاثنين أدي الي مقتل 16 مدنيا واصابة عشرات اخرين وتسبب في خسائر كبيرة بالبنية التحتية. ونفى الجيش السودان شن ضربات جوية. وقال رئيس جنوب السودان سلفا كير ان أحدث الاعمال القتالية ترقى الى حد اعلان الحرب من جانب جاره الشمالي. وأدت اشتباكات بمحاذاة الحدود -التي لم يتم بعد ترسيمها بشكل واضح بين خصمي الحرب الاهلية السابقين- الي مواجهة بشان حقل هجليج النفطي بعد ان استولت عليه في وقت سابق من هذا الشهر قوات من جنوب السودان الذي اعلن الاستقلال العام الماضي. وقالت السفيرة الامريكية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس وهي تلخص المناقشات التي اجراها مجلس الامن يوم الثلاثاء “رحب اعضاء المجلس بانسحاب جيش تحرير الشعب السوداني (جيش جنوب السودان) من هجليج وطالبوا بوقف فوري للقصف الجوي من جانب القوات السودانية وحثوا على وقف فوري لاطلاق النار والعودة الي طاولة التفاوض.” وأعلنت رايس إن القصف الجوي السوداني على جنوب السودان اوقع مؤخرا 16 قتيلا و34 جريحا. ونددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء بالضربات الجوية السودانية في جنوب السودان واصفة اياها بانها “غير مقبولة واستفزازية” ودعت البلدين الى استئناف مفاوضاتهما من اجل السلام في اسرع وقت ممكن. واعتبرت كلينتون ان انسحاب جنوب السودان من منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها بعد ضغوط دولية كان يجب ان يشكل مناسبة للخرطوم لاستئناف الحوار. واضافت وزيرة الخارجية الاميركية خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الاسترالي بوب كار ان الضربات الجوية السودانية على جنوب السودان هي “استفزازية وغير مقبولة”. واوضحت ان “جنوب السودان انسحب من هجليج. كانت مناسبة للخرطوم لاستئناف المفاوضات (السلام) وتحقيق تقدم ملموس بين الشمال والجنوب”. وقالت ايضا “نحث الطرفين على البدء بالمفاوضات في اقرب وقت ممكن”. وكان البيت الابيض قد أدان “بشدة” الثلاثاء الغارات الجوية السودانية في اراضي جنوب السودان داعيا الجانبين الى وقف فوري لاطلاق النار والى استئناف المفاوضات بينهما. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني “ندين بشدة العمليات العسكرية السودانية في جنوب السودان. على السودان ان يوقف فورا القصف الجوي والمدفعي لجنوب السودان”. واضاف كارني الذي كان يتحدث الى الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية التي كانت تقل باراك اوباما الى كارولاينا الشمالية (جنوب شرق) “على الحكومتين (في الخرطوم وجوبا) ان تتوافقا على وقف الاعمال الحربية من دون شروط وان تسلكا مجددا طريق المفاوضات”. وتابع “كما قال الرئيس في رسالته الى سكان السودان وجنوب السودان، على جميع الاطراف المتنازعين ان يقروا بان لا حل عسكريا” للنزاع. وقصف الطيران السوداني ليل الاثنين الثلاثاء عددا من المواقع النفطية الحدودية في جنوب السودان، كما اعلن حاكم ولاية الوحدة الجنوبية المحاذية للسودان تعبان دينق. واستهدفت الطائرات السودانية بلدتي باناكواش ولالوب الواقعتين داخل اراضي جنوب السودان، اضافة الى مركز تشفين الحدودي، وهو منطقة متنازع عليها شهدت معارك شديدة بين قوات البلدين في الايام الاخيرة، كما اوضح الحاكم دينق. وعلى الاثر، اتهم رئيس جنوب السودان سلفا كير الذي يزور بكين الثلاثاء السودان ب”اعلان الحرب” على بلاده. وناقش مجلس الامن الاسبوع الماضي فرض عقوبات على السودان وجنوب السودان اذا لم يتوقف العنف. وأبلغ السفير البريطاني مارك ليال جرانت الصحفيين أن مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي “حدد خارطة طريق مفصلة وواضحة جدا وطلب من مجلس الامن دعمها بقرار يستند الي الفصل السابع من الميثاق.” واذا أصدر المجلس قرارا استنادا الي الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة فانه سيكون ملزما قانونا لكل من السودان وجنوب السودان. وتنشر (حريات) اليوم بيان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي والذي يحتوى على خارطة الطريق المذكورة.