إنحاز المشير عمر البشير ، كما هو متوقع ، ضد وزير اعلامه عبد الله مسار ولصالح عوض جادين مدير عام وكالة السودان للأنباء (سونا)- كادر المؤتمر الوطني المنظم ، والذي تؤيده وزيرة الدولة للاعلام سناء حمد . وكان عبد الله مسار اتخذ قرارا بإيقاف عوض جادين وإخضاعه للتحقيق بسبب اتهامه بتجاوزات . و أصدر عمر البشير القرار رقم (157) وقضى بالغاء قرار وزير الإعلام بإيقاف جادين ووقف كل أعمال لجان التحقيق المتعلقة بالأداء في وكالة السودان للأنباء، ووجه القرار وزارة الإعلام ووكالة السودان للأنباء والجهات المعنية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتنفيذه. وتقدّم وزير الإعلام مسار باستقالته من منصبه لرئيس الجمهورية أمس الأحد 29 ابريل ، وقال (أنا عند موقفي، إما العمل وزيراً للإعلام بصلاحيات كاملة، أو قبول استقالتي، مؤكدًا العمل مع خط الدولة). هذا يقوم نظام التمكين الذي أسسه المؤتمر الوطني على تسليم مفاتيح جميع أجهزة الدولة لكوادره ، ومن بعد ذلك يمكن تعيين وزراء أو مستشارين أو مساعدين من أحزاب متوالية ك (تمومة جرتق) ، فاذا قنع هؤلاء بحصتهم من الامتيازات والفساد ولم يتطاولوا على (أهل الجلد والرأس) فلا تثور أزمة ، واما ان لم يفعلوا فيطاح بهم لفترة إلى ان يستخلصوا الدرس و ( يلحسوا التوبة) ، وبعدها يمكن اعادة تعيينهم من جديد . وعبد الله مسار غوغائي بلا قدرات ، تصور انه يمكن ان يهز عصاه على أولياء نعمته استناداً على ما يتصوره عن نفوذه في دارفور ، رغم انه نفوذ مشترى بتسهيلات الانقاذ نفسها ، سيهيج مسار لفترة وبعد ان تهدأ هوجته ويفهم الدرس غالباً ما يتم تعيينه في منصب آخر . والأهم ان درس مسار مطروح بذات القدر للآخرين من الذين يعتقدون انهم شركاء في حكومة (وحدة وطنية) !