انتقد باقان أموم كبير مفاوضي جنوب السودان الصين لعدم قيامها بدور اكبر في حل الازمة بين جوباوالخرطوم. وقال باقان في مركز تشاتام هاوس البحثي في لندن يوم الثلاثاء ان النهج الصيني المتوازن كان حذرا أكثر من اللازم. وأضاف ( بصراحة لم تنجح الصين. عينوا مبعوثا خاصا جاء متأخرا للغاية وكان حذرا أكثر من اللازم أيضا). “بمحاولتها الابتعاد عن الخرطوم كي تقترب من جنوب السودان ومحاولتها عدم الاقتراب كثيرا من جنوب السودان حتى لا تغضب الخرطوم .. لن ترضى الخرطوم أو جوبا عن الصين.” وقال اموم “نود أن تلعب الصين دورا أكثر نشاطا. لم يكن دورهم نشطا بدرجة كبيرة. ربما تحتاج السياسة الخارجية للصين أيضا الى أن تلحق بوضع البلاد الدولي.. نظرا لان لها استثمارات هائلة في الخارج.” وأضاف “ينبغي لهم بالتحديد أن يكونوا أكثر مبادرة لاسيما فيما يتعلق بالسودان وجنوب السودان.” وقالت وكالة الطاقة الدولية ان الصين اكبر مشتر للنفط من جنوب السودان واشترت العام الماضي 260 الف برميل يوميا من الخام من البلدين. وتعهدت الصين بتمويل مشروعات تنموية في جنوب السودان بقيمة ثمانية مليارات دولارات خلال زيارة رئيس جنوب السودان سلفا كير لبكين الاسبوع الماضي. في الوقت نفسه تعارض الصين التي ينظر اليها تقليديا على أنها حليف للبشير في مجلس الامن الدولي تحركات غربية بالامم المتحدة من شأنها أن تهدد البلدين بعقوبات اذا فشلا في انهاء الصراع بينهما. وتدور خلافات بين السودان وجنوب السودان بشأن الرسوم التي ينبغي أن تدفعها جوبا مقابل مرور صادراتها النفطية عبر أراضي السودان وبشأن ترسيم الحدود والجنسية. وتحول النزاع الشهر الماضي الى قتال عبر الحدود التي تمتد لمساعة 1800 كيلومتر. وأوقف جنوب السودان انتاجه النفطي بعدما بدأ السودان في مصادرة بعض النفط تعويضا عما قال انها رسوم غير مدفوعة. وكرر اموم تصريحات سابقة بأن جوبا لن تدرس بعد الان تصدير النفط عبر السودان بسبب مصادرة جزء منه قائلا ان هذا الخيار “لم يعد قابلا للتفاوض”. وتدرس جوبا بناء خط انابيب عبر كينيا الى ميناء هناك لتجاوز السودان وطلبت من الصين دراسة الانضمام الى المشروع. وقال اموم (مادامت هذه هي طريقة تفكير الخرطوم فان اسهل الطرق لتصدير نفطنا هي من خلال خط أنابيب بديل. هذا واضح بالنسبة للصينيين أيضا).