جنة الشوك.. بقلم/ جمال علي حسن… حدثني من لااشك في مصداقيته ان منطق (حذف)الوزير والوزيرة من تشكيلة الحكومة كان هو (هسه الناس في شنو وديل شنو) .. وطبعا (شنو) الاولى هذه معروفة وتعني الظروف الامنية الدقيقة ونذر التدخل الاجنبي والازمة التي تمر بها البلاد .. بمعنى ان المنطق كان (مافي زول فاضي للمشاكل بين الوزراء الان ) وطبعا نحن اوضحنا راينا في هذا الحديث في مقال سابق انه من الممكن استيعاب عدم تفرغ القيادة لملفات جانبية من شاكلة (شكلة الوزير والوزيرة) السابقين ولكننا اعترضنا على تعطيل لجان التحقيق في شبهات الفساد الخاصة بمدير سونا وسنظل على هذا الموقف حتى تعود لجان التحقيق لممارسة عملها .. ولكن الذي جعلني استدعي سيرة هذا الملف هو قرار والي القضارف بحل حكومته اول امس والذي اتوقع ان يتم التعامل معه بنفس المنطق الذي ادى (لحذف) الوزيرين ..وطبعا اقالة وزير ليست مثل اقالة والي لان اقالة الوالي تحتاج لإجراء مختلف ولكنه في النهاية اجراء سهل جدا باعتبار ان حالة الطوارئ نفسها هي قرار له مبررات عامة هذه الايام وبالتالي يكون هو المخرج من سحب الثقة بواسطة المجلس التشريعي للولاية خاصة بعد ان جرب البعض محاولة سحب الثقة من كرم الله قبل اسبوعين وباءت محاولتهم بالفشل .. مااريد ان اقوله هنا ان (شكلة مسار وسناء) تختلف عن قضية كرم الله الذي يقول ان وزير المالية يتعمد عدم دفع استحقاقات ولاية القضارف وان المالية لم توف باستحقاقات الولاية منذ 2007 وهذا يجعل تحدي كرم الله للمركز بالنسبة لاهل القضارف تحديا لمصلحتهم وعلى حساب مصالحه كوالي يمكن الاطاحة به بجرة قلم قصيرة او طويلة لاتزيد عن كونها اجراءات يسهل ترتيبها بين ليلة وضحاها .. (الناس في شنو وكرم الله في شنو) منطق لايصلح في تقديري للتعامل مع حالة والي القضارف بل من المفترض النظر بعمق في مطالبه والاستجابة لها لانها في هذه المرة حقوق وليست ترهات او احلام او اوهام .. طالما ان الوالي يتحدث عن حقوق اهل ولايته فان اي قرار يتجاوز النظر بجدية في مطالبه او يحاول التقليل من اهميتها يعني تاكيد عدم جدية المركز في تحقيق المطالب الملحة لاهل القضارف وهي ترتبط بقضايا ملحة وطارئة مثل الاوبئة والفقر وتردي الاوضاع العامة بالولاية .. كرم الله هذه المرة على حق في مطالبه اما انه اتخذ اجراءات غير دستورية او عبر عن مطالبه بطريقته الخاصة فان ذلك الامر يمكن معالجته بالمحاسبة الدستورية لاحقا وبعد النظر في اساس المشكلة التي جعلت والي القضارف يفعل مافعله ويتجه نحو تحقيق وعده في المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل اسبوعين والذي حدد فيه موعدا خلال او نهاية شهر مايو لاتخاذ موقف واضح قال انه سيكون الاستقالة ..
