نحن معشر الصحفيين بشر نخطئ ونصيب مثلنا مثل غيرنا من بني البشر‘ لكن للاسف خطأ الصحفي ينشر وينتشر ويعم القرى والحضر‘ وهو معذور لانه يلاحق الاخبار وما يجري في الساحة‘ وعندما يغيب رقم من الارقام العامة فانه يصدق اي نبأعن وفاته رغم ان الواجب المهني يفرض عليه التاكد من الخبر قبل نشره. اذكر انه في سنوات الانقاذ الاولى خرجت صحيفة (الانقاذ) على صدر صفحتها الاولى بنبأ عن وفاة الشاعر ابو امنة حامد عليه رحمة الله‘ وقتها كان مريضا ولكنه لم يكن قد انتقل الى رحمة مولاه وكالعادة هرعنا الى منزله (الايجار) في بحري للعزاء فوجدناه يستقبلنا وهو يضحك معنا ومنا. هذه الواقعة اوردها ليس لتبرير اخطائنا وانما لتوضيح ان مثل هذه الاخطاء واردة في الصحف وان خبر وفاة شاعرنا الكبير محمد الفيتوري الذي عم الوكالات والنت بارك اله في عمره وعمله وانا في استراليا عبرت عن حزني وعزائي لاسرته السودانية ضمن اسطر في كلام الناس امس الاول ولم اكن قد قرأت خبر نفي وفاته الذي انفرد بنشره صديقنا الصحفي الكبير طلحة جبريل. ا سبق واضفت جملة عليه رحمة الله في عمود استاذنا محجوب عروة المقروء (قولوا حسنا) وكان عن رجل الاعمال الكبير فتح الرحمن البشير قبل ان ينتقل الى رحمة الله فذهبنا الاستاذ محجوب عروة وشخصي للاعتذار لاسرته التي تفهمت الموقف. انتهز هذه الفرصة للاعتذار لاستاذنا الكبير مصطفى امين عبقري وكالة السودان للانباء الذي دعوت له ان يرحمه الله وهو حي يرزق في معرض كلام سابق عن (سونا)في عهدها الذهبي ابان توليه امر ادارتها رغم انه تفهم الامر ولم يحتج لان رحمة الله تشمل الاحياء والاموات. كل هذا لايبرر مثل هذه الاخطاء وان كانت بحسن نية‘ وهذا يؤكد اهمية التدقيق اللغوي ومراجعة سكرتير التحرير ومدير التحرير لضمان عدم تكرار هذه الاخطاء. اختم كلام اليوم بخطأطريف مشهور في تاريخ الصحافة مفاده ان احد اصدقاء رئيس تحرير احدى الصحف جاء طالبا منه نشر نعي عزيز عليه واعتذر رئيس التحرير بان الصفحة الاخيرة التي كانت تنشر الاخبار الاجتماعية قد صممت ولكنه الح عليه ‘ وهنا امسك رئيس التحرير بالقلم وكتب في نهاية النعي اذا وجد له مكان ودفع به لسكتير التحرير الذي اعتبر الامر من رئيس التحرير ومع والعجله لم يراجعه وتم جمعه ونشره بعد حزف خبراجتماعياخر ليتم نشره في الجريدة كالاتي: تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته اذا وجد له مكان . اسأل الله الرحمن الرحيم ان يشملنا جميعا بواسع رحمته