خرجت جماهير قرية (المجاور) بمحلية الدالى والمزموم بولاية سنار أمس 10 مايو ، إحتجاجاً على تجاهل السلطات للعطش الذى تعانى منه المنطقة منذ أكثر من أسبوعين . وعجزت عناصر الأجهزة الأمنية والشرطية عن مواجهة مد الجماهير الغاضب ، وولوا الأدبار . وأحرق المتظاهرون كل المبانى الحكومية ، والتى شملت نقطة البوليس ومكتب تحصيل إيرادات زراعية ومكتب تحصيل ضرائب القطعان. وتعود أسباب الإحتجاج للتجاهل المستفز الذى تعانى منه القرية والتى نضبت حفائر المياه بها منذ حوالى شهرين ، وقبل نضوبها ظل المواطنون يطالبون سلطات الولاية بحل المشكلة قبل استعصائها ولكن دون جدوى ، وتعتمد القرية منذ اسبوعين بكامل سكانها ونباتاتها وحيواناتها على جلب المياه من منطقة المزموم والتى تعانى أيضا من شحها ، مما أدى الى حدوث نقص حاد في المياه ، ورغم المناشدات المتكررة للمسئولين الا انه لم يصل منهم أحد الى القرية ولم يتخذوا أي اجراء . وذكر مصدر ل (حريات) ان ما حدث أمس أمر متوقع فالناظر لمستوى المياه بالحفائر من قبل شهور يعلم انها لن تصمد فترة الصيف ، وكانت سلطات الولاية تستطيع تجنيب المواطنين هذه المعاناة ان إحتاطت مبكرا للصيف الا ان الولاية لاتهتم بخدمة المواطنين بقدر ما تهتم بخلق الفتن ومناخات الإقتتال وسطهم ، اذ وجه الوالى أحمد عباس قبل أسبوع فى مخاطبة جماهيرية بمنطقة الدالى نقلتها الإذاعة المحلية المزارعين وابناء المزارعين الى حمل السلاح فى مواجهة الرعاة . وأضاف ان هناك معسكرات لتدريب المزارعين فى ثلاث مناطق (الدالى – المجاور- المزموم) وقال ان الأمر ليس سرا فالداعين لهذه المعسكرات من أعضاء المؤتمر الوطنى يحملون (الشدة والدمورية) فى الطرقات ويدعون المواطنين للإنضمام للمعسكرات! وأضاف بانهم فى الولاية قلقون ويشعرون بخطورة هذه المناخات على أمن وسلامة أهلهم ، حيث ان سياسات الوالى استنساخ لسيناريو التفتيت الدارفورى لكنه أكد على ثورية الشباب بالمنطقة ومعرفتهم العميقة لمؤامرات الوطنى وعدم استسلامهم لقتال بعضهم وان العدو الوحيد لهم هو المؤتمر الوطنى وسياساته المفقرة لأهاليهم زراعاً كانوا أم رعاة . وسبق وأحرق متظاهرو ود النيل مكاتب المحلية والضرائب في الأول من مايو ، وأحرق متظاهرو مدينة الدالي مكاتب جهاز الأمن 7 مايو . وتشير هذه التظاهرات الحاشدة وما عبرت عنه من إحتقان إجتماعي بالغ إلى ما ينتظر المؤتمر الوطني في العاصمة الخرطوم ، عاجلاً أو آجلاً .