تعيش مدينة الفاشر حاضرة شمال دارفور لأكثر منذ أسبوع في ظلام دامس بسبب القطوعات المتكررة للكهرباء ما أدى إلى شلل عام في الحياة اليومية وخسائر مادية فادحة لأصحاب المهن التي تعتمد في الدرجة الأولى عليها. وتعاني بعض الأحياء الطرفية أيضاً من شح في المياه، وشكا مواطنون في استطلاع للشروق من هذا الوضع المأساوي، معددين الصعوبات اليومية التي تواجههم في الحصول على أهم عنصرين لاستقرار الحياة. وأعابوا على السلطات هناك عدم اهتمامها بتوضيح سبب القطوعات الدائمة بالنهار والمتكررة لفترات طويلة بالليل ما ترك الباب واسعاً للتكهنات، وشددوا على حقهم في الحصول على الكهرباء خاصة وأنهم قاموا بتسديد فاتورة الكهرباء مقدماً. وشبهت مراسلة الشروق سيدة يعقوب من مدينة الفاشر الكهرباء بحمى الشاعر “المتنبي” قائلة إنها لا تأتي إلا ليلاً في مساحة زمنية لا تكفي لتجميد كوب ماء. وأكدت المراسلة استياء وتذمر المواطنين من هذا الوضع الذي تسبب في تعطيل بعض المهن خاصة أصحاب الورش الذين يعتمدون على الكهرباء. وشكا صاحب ورشة تتوسط سوق الفاشر من ارتفاع تكلفة استخدام المولد مؤكداً حاجته إلى كميات كبيرة من الوقود. وقال إن القطوعات تسببت في خسائر مادية كبيرة وأدت إلى خمول واضح في الإنتاج. لكن بعض التجار تكسبوا من الوضع المأساوي انطلاقاً من مبدأ “رب ضارة نافعة” مبتدعين سبل أخرى لكسب العيش ومن بينها شحن الموبايل بجنيه ولأن الجوال بات وسيلة مهمة للتواصل حقق لهؤلاء ربح جيد. وتضاف لأزمة الكهرباء التي حيرت المواطنين هناك أزمة ثانية وهي شح المياه ببعض المناطق الطرفية ما جعلهم يعانون معاناة كبيرة في الحصول على العنصرين. وأبلغ مواطن الشروق بأنهم يعتمدون بشكل كلي على مياه التناكر وهي مالحة للغاية في السابق نلجأ لتبريدها حتى نتمكن من شربها والآن في ظل عدم الكهرباء نضطر لشربها مالحة.