القاهرة 27 يونيو 2012 أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان قيام السلطات السودانية بتصعيد حملتها ضد المدونين، والصحفيين، ووسائل الإعلام، واعتبرت الشبكة إن ذلك يأتي في إطار سياسة التعتيم الإعلامي التي يمارسها النظام على الانتفاضة المستمرة منذ 12 يوماً حتى الآن. وقامت السلطات السودانية بجملة من الانتهاكات التي قالت الشبكة العربية إنه “يصعب حصرها، لفرط كثرتها، وتناثر الأخبار، ووقوعها في فترة زمنية قصيرة". وشملت تلك الانتهاكات اعتقال عشرات المدونيين، وترحيل بعض الصحفيين، ومصادرة صحف وحجب مواقع إخبارية هامة. ورصدت الشبكة عبر مواطنين في الخرطوم حجب ثلاث مواقع (على الأقل) إخبارية وتفاعلية هامة، بدءً من 25 يونيو، هي موقع “سودانيز أونلاين" وموقع “الراكوبة“ وموقع صحيفة “حريات" وهي المواقع التي تحظى بشهرة كبيرة لدى أبناء السودان، ويعتبر موقع “سودانيز أونلاين" خاصة منبراً للمعارضة السودانين، ومحطة مهمة لتفاعل الرأي العام السوداني. وبالإضافة لذلك، رصدت الشبكة اعتقال العديد من المدونين منذ بدأ الانتفاضة الشعبية، التي يمثل طلاب الجامعات حجر الزاوية فيها، خاصة في الخرطوم وأم درمان. وكان آخر المدونين المعتقلين أمس، الناشطة “مها السنوسي" التي اعقلت مساء الثلاثاء 26 يونيو من منزلها بعد اقتحامه بواسطة قوة من 14 جندياًَ تابعين لجهاز الأمن والمخابرات، وذلك قبل أن يتم الإفراج عنها في الصباح. وفي ذات اليوم صباحاً، قامت السلطات السودانية بترحيل الصحفية المصرية في وكالة بلومبيرغ الإخبارية “سلمى الورداني"، حيث قامت فجأة باصطحابها إلى المطار قسرياً، ولم تترك لها الفرصة الكافية لحزب حقائبها وأغراضها، ومنعت من الاتصال بأي جهة حتى صعودها للطائرة. وفي الفترة القصيرة السابقة على اشتعال الاحتجاجات الحالية، سبق لجهاز الأمن أن أوقف صحيفتي (رأي الشعب) و(التيار) عن الصدور، كما داوم على مصادرة صحف (الميدان) ، (الجريدة) ، و (الصحافة) وصحف أخرى لأسابيع طويلة خلال الأشهر الماضية. وأكد صحفيون للشبكة إن ما يسمى ب “فرع الرقابة على الصحف" في جهاز الأمن كان قد أصدر تعليمات بوقف عدد من الكتاب عن الكتابة في الصحف، أبرزهم؛ البروفسيور الطيب زين العابدين، والأساتذة حيدر المكاشفي، فايز السليك، د. زهير السراج، رشا عوض، أبوذر علي الأمين، خالد فضل ، أمل هباني ، أشرف عبد العزيز ، الطاهر أبوجوهرة وعثمان شبونة. وفي ظل التعتيم الإعلامي الكبير الذي تمارسه السلطات، نجح الشباب السوداني في نقل ما يحدث على الأرض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثل “تويتر" و “فيس بوك" و “يوتيوب". وبث نشطاء مقاطع فيديو على موقع “يوتيوب" تظهر تنفيذ حكم الجلد في بعض المتظاهرين الذين حكم عليهم بالجلد في محاكمات ملتبسة، بعض القبض عليهم بساعات. وخلال الأيام القليلة الماضية اعتقلت السلطات مئات النشطاء والمتظاهرين، ورغم أن أكثرهم يتم إطلاق سراحه بعد ساعات أو أيام قليلة، إلا أن كثيراً منهم روى تفاصيل عن إهانته وتعذيبه، كما تعرض عشرات آخرون لمحاكمات غير عادلة. وطالبت الشبكة العربية جميع المعنيين من وسائل إعلام وناشطين حقوقيين بتكثيف تسليط الضوء لكشف الانتهاكات التي يقوم بها النظام السوداني، وإفشال محاولة التعتيم الإعلامي التي يحاول النظام ممارستها. وحذرت الشبكة من استمرار بل وتصاعد الاعتقالات، خاصة مع دعوة النشطاء للمظاهرات حاشدة يوم الجمعة 29 يونيو، التي أطلقوا عليها “جمعة لحس الكوع". وقالت الشبكة إن الشهادات المتواترة تثبت استخدام السلطات للرصاص الحي، وليس فقط المطاطي والغاز المسيل للدموع، مما ينم عن عزمها استمرار التصعيد في مواجهة المحتجين المصممين على ممارسة حقوقهم الدستورية والقانونية. واختتمت الشبكة بيانها مشددة على أن: “كل تلك الانتهاكات جرائم أخرى تضاف لسجل البشير، ولن تذهب هدراً وسوف يحاسب كل مسؤول عن قمع المحتجين أو إيذائهم أو تعذيبهم".
