واصل بدو سيناء تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر الأنفاق وذلك بعد وصولها من الأراضي السودانية. وقال مسؤول مصري طلب عدم نشر اسمه إن تهريب السلاح من جانب القبائل البدوية، خاصة عن طريق البر من السودان إلى سيناء، ومنها إلى قطاع غزة، يتنامى. وينفي السودان أن يكون قد سمح بمرور أي شحنات من السلاح عبر أراضيه إلى أي مكان. وقال المسؤولون المصريون ان التهريب مازال غير منتشر وان البدو يملكون السلاح كجزء من ثقافتهم لكن هذه الاسلحة لا يتم الاتجار فيها على نطاق واسع. وقال صفوت الزيات المحلل العسكري “سيناء تعاني عدم التوازن الأمني، والتخلف يشعل تجارة السلاح التي تغذيها المناطق غير المستقرة في شمال غرب السودان المجاور". وأضاف أن هناك سوقا جاهزة للسلاح الذي تهربه شبكات تهريب عبر الأنفاق إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ عام 2007. وقال عارف مهرب السلاح الذي رفض ذكر اسمه الحقيقي إن الاعتقالات العشوائية والوعود التي لا تتحقق بالفرص الاقتصادية لم تشجع البدو إلا على الحصول على المزيد من السلاح. وقال إن كل بدوي يملك سلاحا وان بعض البدو استخدموا السلاح خلال الأشهر القليلة الماضية ضد قوات الأمن. وأضاف أن المهربين لا تحركهم دوافع فكرية، ولكن امتلاك السلاح جزء من تقاليد البدوي. بينما قال مساعده، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن طريق التهريب يبدأ من كسلا في شرق السودان. وينقل المهربون السودانيون السلاح لمسافة 700 كيلومتر حتى الحدود المصرية، وهناك يلتقطه بدو سيناء وينقلونه عبر الصحراء الشرقية شمالا حتى قناة السويس، وهي عنق الزجاجة في مسار التهريب. وأضاف المساعد ان الرحلة تستغرق 15 يوما على الأقل وقال إن قبائل الرشايدة السودانية هي القبائل الأكثر إمدادا للسلاح إلى قبائل السواركة البدوية المصرية، وهي إحدى قبيلتين تهيمنان على سوق السلاح في سيناء. وقال إن القبائل التي تقيم على طول خط التهريب تتولى تأمين الشحنات من نقطة إلى أخرى، حيث تحصل كل قبيلة على نصيبها نقداً أو سلاحاً. وتتراوح الأسلحة بين البنادق والقذائف الصاروخية وحتى المدافع المضادة للطائرات. وفي مارس 2009 ذكرت قناة “سي بي اس نيوز" التلفزيونية أن طائرة اسرائيلية قصفت قافلة لتهريب السلاح في السودان قبل شهرين مما تسبب في مقتل ما يزيد على 30 شخصاً لمنع القافلة من الوصول إلى غزة. وأشار مسؤول مقره سيناء في مذكرة في ديسمبر 2009 “البدو يسيطرون على وسط سيناء لأنهم مسلحون بشكل أفضل من القوات المصرية". هذا وكانت صحيفة رأي الشعب قد نشرت تقريرا في مايو 2010 عن تهريب الاسلحة الايرانية عبر السودان الى غزة والى الحوثيين في اليمن مما ادى الى اغلاق الصحيفة واعتقال أبرز محرريها .