تكتسب المفاوضات المقرر استئنافها اليوم في اديس اببا بين وفدي حكومتي السودان اهمية خاصة ليس لقرب الموعد المضروب لانتهائها ولا لانها من الممكن ان تحقق اتفاقا مطلوبا يعيد العلاقة مع دولة جنوب السودان الى طبيعتها ‘ وانما لانها فوق كل ذلك وقبله ستسهم في حل الاختناقات الماثلة ومن بينها الاختناقات الاقتصادية. رغم كل اجواء التوتربين دولتي السودان وانعكاساتها السالبة على تصاعد النزاعات داخل السودان الباقي في جنوب كردفان والنيل الازرق وابيي ‘ فاننا لانملك الا السعي لانجاح هذه المفاوضات والدفع بهانحو تحقيق الاتفاق السياسي الشامل المنشودبين كل اطراف الطيف السوداني بالداخل. ان اجواء التفاؤل التي عبر عنهارئيس لجنة الوساطة الافريقية ثامبو امبيكي في ختام الجولة السابقة حين وصف الروح التي سادتها بانها ايجابية وكما عبر عن ذلك ايضا كل من رئيس اللجنة السياسية والامنية من الجانب السوداني ورئيس وفد التفاوض من دولة جنوب السودان تجعلنا رغم مطبات التفاوض المعلومة نتفاءل معهم بامكانية الوصول لاتفاق نريده ان يكون خطوة نحو الاتفاق الساسي الشامل اللازم للخروج من الدوامة الماثلة. قلنا اكثر من مرةانه ليس هناك وقت لدى الطرفين السودانيين ‘ ليس بسبب الفترة المحددة لهما لانهاء المفاوضات بسلام ‘ وانما ليتمكنا من حلحلة المشاكل والتحديات التي تواجهما في الداخل ‘ ويكفي مطاولات ولجوء الى الخارج. ان ما يهمنا هو تحقيق الاتفاق بين حكومتي البلدين في هذه الجولة للانتقال فورا وباعجل ما يتيسر لمعالجة الاختناقات الداخلية في كل ‘ والتي تستوجب احداث اختراق سياسي لازم وضروري في البلدين لتحقيق السلام الاجتماعي وبسط العدالة الاقتصادية وتهيئة المناخ الصحي للتحول الديمقراطي. هناك مبادرات ايجابية بدأت بجدية في الداخل منذ فترة طويلة لاعداد مشروع دستور لاهل السودان كافة ‘ ومبادرات اخرى تستهدف حلحلة الاختناقات السياسية والاقتصادية والامنية ومحاصرة تداعيتها الاقتصادية خاصة – اضافة لانجاح هذه المفاوضات - لكن ذلك يتطلب تنقية الاجواء السياسية ومحاصرة اسباب التوتر واطلاق سراح المعتقلين وتعزيز الحريات خاصة حرية التعبير والنشر. *لم يعد هناك وقت للمطاولات وتبادل الاتهامات واللجوء للخارج لمعالجة مشاكلنا الداخلية.