قالت بعثة صندوق النقد الدولي أمس، إن السودان يجب أن يمضي قدماً في الإصلاحات، لضمان استقراره الاقتصادي، بينما رحبت بالإجراءات التي اتخذتها الخرطوم أخيرا، ومن بينها تقليص دعم الوقود، وخفض قيمة العملة , بحسب ما اوردت صحيفة الاقتصادية . وذكر الصندوق في بيان صدر عقب مشاورات مع الحكومة “تؤكد البعثة على الحاجة إلى مواصلة إصلاح السياسات، لضمان استقرار الاقتصاد الكلي على الأجل المتوسط، ما يتيح مزيدا من النمو الاقتصادي الشامل، والتوسع في توفير وظائف، والحد من الفقر”.وبلغ معدل التضخم السنوي 37.2 في المائة في حزيران (يونيو) مرتفعا بأكثر من المثلين عن الشهر نفسه من العام الماضي، ويرجع ذلك بشكل رئيس إلى زيادة أسعار الواردات، حيث يستورد السودان معظم احتياجاته الغذائية. وقال الصندوق: “سيسهم تنفيذ تلك الإجراءات في استعادة الاستقرار المالي بمرور الوقت”. وعلق الاستاذ مجدي الجزولي علي تصريحات بعثة الصندوق بموقع الراكوبة قائلا ( لا يتوقع من صندوق النقد الدولي سوى هذا الافتتان بشطارة مضيفيه والحكومة تنقل من كراسة الصندوق بالشولة والنقطة لا تخطئ حرفا. عند الصندوق كما عند الحكومة الناس أثقال على الاقتصاد الكلي لا هدف له، قد يستحق أضعفهم العون أو بعبارة البيان “الحماية”. لكن، من المقصود بالقطاع الأضعف، وفي عبارة حكومية مشابهه الشرائح الضعيفة؟ من هم هؤلاء الضعفاء، وما علتهم؟ في حديثه الجمعة الماضية لإذاعة أم درمان أعلن الأمين العام لديوان الزكاة، محمد على يوسف، أن عدد “الفقراء” في البلاد يبلغ 14 مليون شخص، ما يعادل 46% من مجموع السكان، وقد قسمهم الديوان إلى ثلاث شرائح: الفقير، والأشد فقرا، والفقير فقرا مدقعا. “الكنتة” فيما سبق تصوير الانقسام الطبقي عيبا شخصيا، مصيبة يبتلى بها البعض لضعف فيهم أو تقصير منهم في تحصيل الأرزاق مثلما ينجح التلميذ الذي يحسن مذاكرة الدروس ويرسب السبهللي المهمل، أو في تفسير كاتب “الانتباهة”، أحمد سعد عمر، عقاب إلهي على ذنوب توجب الاستغفار. لكن، إن رسب ما يقارب نصف التلاميذ، كما في حساب صندوق الزكاة للفقراء، ألا يشير ذلك إلى عيب ما في المدرس والمدرسة ونظام التعليم؟ ) واضاف مجدي الجزولي ( إن الضعفاء الذين أوصى بهم صندوق النقد الدولي والفقراء الذين أحصى صندوق الزكاة هم منتجو الثروة وملاكها، أصحاب “الحق الكلي”، أما الجهاز الحكومي فهمباتي خائب الميزانية. اقتربت من هذا المعنى، ساهية ربما، وزيرة الرعاية الاجتماعية، أميرة الفاضل، في حديثها للإذاعة حيث أكدت أن “الموارد الموجودة في البلاد إذا تم توزيعها بطريقة صحيحة ستحقق العدالة الاجتماعية”. صدقت أميرة وكذب عمر ) .