رحب الرئيس الامريكي باراك اوباما أمس بما اسماه “الاتفاق التاريخي” الذي توصلت اليه جمهوريتا السودان وجنوب السودان على عدد من القضايا. واضاف الرئيس الامريكي في بيان اطلقه البيت الابيض “ان الاتفاق انطلاقة لقاعدة جديدة لدعم الرؤية العالمية لدولتين قابلتين للحياة تعيش كل واحدة منهما في سلام مع الأخرى كما يمثل تطورا جوهريا لحل القضايا الاقتصادية والامنية البارزة بين السودان وجنوب السودان”. واشار الى ان “الشعبين في السودان وجنوب السودان اللذين عانا بشكل كبير خلال عقود بسبب الصراع يستحقان ان ينعما بمكاسب السلام الدائم الذي يستطيع ان يتحقق من خلال المفاوضات والحوار المتواصل والتنفيذ المستمر للاتفاقات التي تم التوصل اليها حتى الآن والعمل المخلص لحل بقية القضايا”. وأعلنت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية عن ترحيب بلادها بالإتفاق بين دولتي السودان وجنوب السودان حول الأمن، النفط، المالية، الجنسية وقضايا التجارة. واعتبرت كلينتون الإتفاق ب”الخطوة الحاسمة” نحو حل سلمي للقضايا العالقة نحو تعزيز السلام وزيارة الإستقرار والتنمية والشراكات الإقتصادية الجديدة بين البلدين. تابعت: ” أظهرت القيادة في كلا الجانبين مثال على ما يمكن تحقيقه عندما يأتي الناس معا بحسن نية واختيار مستقبل أكثر إشراقا لشعبهم.” وأعربت كلينتون عن أملها في أن تمهد هذه الاتفاقات الطريق لقرار من جانب حكومة السودان لإنهاء الصراع والاحتياجات الإنسانية في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور”. وأكدت على أن هذا الإتفاق “يستحق الإحتفاء” لكنها عادت لتقول: “نجاح هذه الاتفاقات سوف يعتمد على الخطوات التالية.. ندعو الأطراف للحفاظ على التزاماتها، وأن يرقوا إلى مستوى المسؤوليات الجسيمة التي لديهم والملاقاة علي عاتقهم.. والبدء على الفور في تنفيذ هذه الاتفاقات. وأردفت: “كما نحث بقوة الأطراف للاتفاق علي عملية مستدامة لحل الوضع النهائي لمنطقة الحدود المتنازع عليها في أبيي. الولاياتالمتحدة تؤيد تنفيذ جميع الاتفاقات التي تم التوصل اليوم، ونحن نقف مع شعب جنوب السودان والسودانيين في السعي لتحقيق سلام دائم”. كما رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في بيان له بالاتفاق واعتبره علامة فارقة نحو حل الخلافات المعلقة بين الجانبين وتبني علاقة بناءة على أساس حسن الجوار”. وقال هيج ” أود الإشادة بالجهود التي بذلتها لجنة الإتحاد الإفريقي والتي رأسها رئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو مبيكي بجانب جهد رئيس وزراء إثيوبيا الراحل ميليس زيناوي والتي كانت أساسية للوصول إلى هذا التقدم”. واختتم هيج البيان بالقول ” إن المملكة المتحدة على استعداد لدعم تطبيق هذه الاتفاقيات ونحن على علم أن تطبيقها يعني التزام كلا الجانبين وأنا هنا أدعو كلا الرئيسين للمحافظة على الصورة الجيدة التي أظهراها اليوم” . وهنأ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون رئيسي السودان عمر البشير وجنوب السودان سلفاكير على الاتفاق وذكر بان كي مون في بيان وزرع بالامم المتحدة “ان الاتفاق يضم عناصر جوهرية عند اقامة القواعد الاساسية لمستقبل مستقر ويحظى بالرخاء بين البلدين”، مطالبا كليهما بمواصلة التفاوض حول منطقة ابيي المتنازع عليها. وطالب الامين العام حكومتي البلدين بتقديم حلول بشان مستقبل المناطق المتنازع عليها وخاصة الوضع النهائي لابيي”، وحث البلدين على “تنفيذ الاتفاقيات المبرمة. كما اصدر كل من الاتحاد الاوروبي والنرويج وقطر والصين بيانات رحبوا فيها بهذه الاتفاقات وناشدوا البلدين العمل على تنفيذها ومعالجة ما تبقى من نقاط خلافية. وذكرت الممثلة العليا للشئون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في بيان “اهنئ السودان وجنوب السودان على الاتفاق الذي توصلا إليه في اديس ابابا”، موضحة ان الاتفاق يمثل “خطوة تاريخية” للبلدين. وأفادت “اهنئ الحكومتين على ريادتهما وروح الالتزام الذي اظهراه عند انجاز هذا الاتفاق”. وأوضحت انه من الضروري الآن تطبيق الطرفين الاتفاقيات بدون تأخير وان تبدأ عمليات تصدير النفط واستئناف التجارة على الحدود لأن هذا سيفيد الاقتصادين وسيحسن مستوى معيشة المواطنين في البلدين.