تظاهر ذوو ومرضى الفشل الكلوي بمستشفى جعفر ابنعوف للأطفال بشارع المك نمر بالخرطوم شرق أمس الأول احتجاجا على انقطاع المياه عن المستشفى لاسبوعين وانعدام المستهلكات الطبية والمعينات المستخدمة للغسيل مما أدى إلى توقف عمليات غسيل الكلى ل (24) طفلاً. وتضامن الأطباء والكوادر الطبية بالمستشفى مع المرضى وذويهم ، وعبّروا عن استيائهم من تردي الأوضاع وتوقف عمليات الغسيل منذ أسبوعين . وعزا المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة بالولاية د. المعز عمر بخيت في تصريح لصحيفة (المجهر) أسباب توقف الغسيل لوجود مشكلة تذبذب في المياه وانقطاعها من الخط الرئيس . وأقر منسق مياه محلية الخرطوم لصحيفة (السوداني) بأن هناك عطلا كبيرا بالخط الناقل 24 بوصة وقال إن صيانة العطل احتاجت لزمن يتراوح بين (28-36) ساعة، نافيا انقطاع المياه بصورة كاملة عن المستشفى وأكد عودة سريان المياه بالخط المعطل. وقالت مريضات لم يتجاوز عمرهن أحد عشر عاما وهن (رشيدة وسارة ورجاء) (المستشفى مافيهو موية ونحنا مفروض نعمل غسيل مرتين في الأسبوع عشان امكن نتحسن). وسبق وقال وزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة في حوار مع صحيفة السوداني أول اكتوبر بأن المستشفيات الحكومية لن تقوم لها قائمة . واضاف أن مال البلاد وبترولها لن ينفعا مستشفى الخرطوم في شيء فهو أصبح يحتمل فوق طاقته –على حد تعبيره – لافتاً إلى أن تدهوره لن يقف عند انقطاع الكهرباء عنه وأنه وارد تماماً أن تنقطع المياه عنه أيضاً وليس بمستشفى الخرطوم فقط وإنما بالمستشفيات الكبيرة والتي شدد على أنه لا مجال لها أن تتحسن . هذا ويعود السبب الرئيسي لتدهور الخدمات الصحية إلى قلة المخصص لها في الميزانيات الحكومية ، ففي اخر ميزانية كان المخصص لجهاز الأمن مليار و(300) مليون جنيه (جديد) – أي تريليون و(300) مليار – ، بينما المخصص للصحة (500) مليون أي (500) مليار ، بما يعني ان ميزانية جهاز الأمن تعادل تقريباً ثلاث مرات ميزانية وزارة الصحة.