تأكدت إصابة المئات من لاجئي النيل الأزرق بإلتهاب الكبد الفيروسي ، وأحتجز منهم (133) لاجئ سريرياً ، توفى من بينهم (16) ، بمعسكرات اللاجئين في المابان بأعالي النيل بجنوب السودان . وأبدت المنظمات العاملة فى تقديم الخدمات الصحية بالمعسكرات تخوفها من الزيادة المقلقة فى عدد الاصابات وأنشأت وحدات للحجز السريرى تعمل طوال 24ساعة كما تقوم الان بعمل مسح صحى للتعرف على اكبر عدد من المصابين للسيطرة على المرض المعدى والقاتل والذى ينتشر عادة عن طريق المياه والاغذية الملوثة . وكانت وكالة شوؤن اللاجئين والمنظمات العاملة بالمعسكرات قد دقت ناقوس الخطر فى 26 اغسطس الماضى حول الاوضاع الصحية والبيئية للاجئي النيل الأزرق الذين وصلت أعدادهم إلى (110) ألف لاجئ في معسكرات تعانى من انعدام المياه النظيفة بينما تحاصرها مياه الامطار والمياه الراكدة والقذرة كما طالبت بتقديم المزيد من الدعم لرفع قدرتها للتعامل مع تدفقات اللاجئين الذين يعبرون الحدود فى اوضاع ماساوية ويعانون من سوء التغذية والاعياءالشديد وتنتشر بينهم الامراض خاصة الملاريا والاسهالات والالتهاب الرئوى. وتقول منظمة (اطباء بلا حدود) التى عملت على استقبال اللاجئين على الحدود فى الشهور الماضية ان اللاجئين يصلون في أوضاع بالغة السوء ويعانون الإجهاد من رحلتهم الطويلة التي تستغرق في العادة أسابيع سيراً على الاقدام . ويحكي الناجون من الموت الذين تمكنوا من عبور الحدود قصصاً مروعة عن الذين تركوا في الغابات والخيران حيث لا يزال يختبئ عشرات الالاف من النازحين هرباً من القصف الجوي المتواصل والقتال الدائر ، وعن الذين سقطوا على طول الطريق بسبب المرض وعدم القدرة على السير . وحسب تقرير الوبائياتSurvey Epidemiological الذي أجرته المنظمة في 31 يوليو الماضي في معسكر (يوسف باتل) بمقاطعة البونج حيث يوجد أكثر من 34 ألف لاجئ ان معدل سوء التغذية وسط الأطفال في المعسكر يساوي (27.7)% وان معدل سوء التغذية الحاد (10.1)% وهو أعلى بخمسة أضعاف عن الحالة التي تستوجب إعلان حالة الطوارئ وان 44% من الأطفال من عمر عامين يعانون من سوء التغذية و(18)% من سوء التغذية الحاد ، وان معدل الوفيات بالمعسكر (2.1) لكل 10 آلاف في اليوم لمدة اربعة أشهر. ويعتبر إلتهاب الكبد الفيروسي الذي اكتشف الشهر الماضي بمعسكر الجمام وزحف فيما بعد لمعسكري قندراسا ويوسف باتل مهدداً حقيقياً لحياة اللاجئين بالمعسكرات المكتظة والتي أنشئت حديثاً بمناطق شبه معزولة ولا تزال تفتقر للبنيات والخدمات الاساسية .
