كشفت مصادر مطلعة عن ازدياد حالة الصراعات داخل حزب عمر البشير ” المؤتمر الوطني” وأكدت أن عمر البشير ومجموعته تسيطر على السياسة الخارجية بواسطة بكري حسن صالح، فيما تشكك المجموعة في علاقة الوزير كرتي بالغرب ورفضه للتقارب مع طهران. وتصاعد الجدل في الخرطوم في شأن التقارب بين السودان وإيران، في داخل الحكومة من جهة وبين السلطة والمعارضة من جهة اخرى، عقب ضرب اسرائيل «مجمع اليرموك للصناعات العسكرية» الاسبوع الماضي وزيارة سفينتين ايرانيتين حربيتين ميناء بورتسودان على ساحل البحر الاحمر في شرق البلاد. وكشفت تقارير أمس أن قطاع العلاقات الخارجية في حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم فشل خلال مؤتمره الأخير في الإجابة عن سؤال طرحه وزير الخارجية علي كرتي أمام المؤتمر وجاء فيه: «هل من مصلحة السودان الإستراتيجية في علاقاته الخارجية الاتجاه إلى تعزيز علاقاته مع دول الخليج العربي لضمان الحصول على دعم مالي واقتصادي وتوسيع استثماراته، أم الاتجاه لتوثيق علاقته مع إيران لأسباب تتعلق بطبيعة التحولات المرتقبة في ملف الصراع الاسرائيلي – الايراني في المنطقة، ووقوع السودان في منطقة رخوة ستجعل ظهره مكشوفاً في حال اضطر للمشاركة في أي مواجهة». وأفادت التقارير ذاتها أن الخرطوم لم ترد حتى الآن على طلب من طهران يحمل اقتراحاً ب «تحالف مع السودان لحماية منطقة البحر الأحمر»، وذكرت أن الاقتراح لا يزال قيد الدراسة في مؤسسة الرئاسة ووزارة الخارجية والحزب الحاكم. وأضافت أن النقاش في مؤتمر قطاع العلاقات الخارجية في الحزب الحاكم كان ساخناً وشهد ملاسنات ما دفع بعض المسؤولين في القطاع الى مغادرة مقر المؤتمر الذي لم يقدم إجابة محددة في شأن سؤال وزير الخارجية. وأشارت مصادر ” حريات” أن بكري حسن صالح هو المسؤول المباشر عن وزارة الخارجية، وقد بدأ دور كرتراجع لا سيما بعد توجييه لانتقادات علنية للبشير داخل المجلس الوطني بعد وصفه للحركة الشعبية بأنها ” حشرة وأن قادتها لا يفهمون سوى لغة العصا” ووصف كرتي تصريحات رئيسه بأنها غير مسؤولة، وأنها تذكر الأفارقة بمجازر رواندا في تسعينيات القرن الماضي بعد استخدام وصف ” الصراصير”، ويحكم البشير بواسطة مجموعته العسكرية المتنفذة والتي تضمه إلى جانب صالح ووزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين، ومجموعة من العسكريين والأمنيين والسياسيين الانتهازيين والأيدلوجيين، وتقود المجموعة التقارب مع ايران، وتدعو للتحالف معه، ومواجهة الغرب واسرائيل. إلا أن المصدر أكد أن حتى المجموعة الأخرى لا تستطيع أن تفعل شيئاً يثير غضب البشير، وأنها تريد تمرير مصالحها الخاصة والبقاء على كراسي الحكم مهما كلف الثمن. وهو ما كشفه تصريح رئيس لجنة الأمن والدفاع والعلاقات الخارجية بالمجلس الوطني محمد الحسن الأمين الذي أكد في تصريحات صحفية اليوم أن المجلس سوف يستدعي عبد الرحيم، ولم يتسبعد ” سحب الثقة منه” لكنه تراجع وقال “ في امكان أن يصدر البرلمان توصية غير ملزمة الى البشير بسحب الثقة من الوزير. وينتظر أن يمثل حسين أمام البرلمان الاثنين المقبل لاطلاعه على تفاصيل الهجوم الإسرائيلي والخروقات الأمنية المتكررة على ولاية جنوب كردفان.إلا أن المصادر اعتبرت أن أي قرار ضد الوزير المقرب من البشير لا معنى له، وفي حال تمريره فإن البشير قد وصل مرحة التضحية بالرؤوس الكبيرة و أن عمر البشير نفسه اقترب من النهاية”.