قالت مصادر سودانية مطلعة ل “افريقيا اليوم” أن عمر البشير قد أجرى ترتيبات إنتقالية، وسلم السلطة لنائبه الأول علي عثمان محمد طه قبل رحلته الأخيرة، وذلك تحسبا لأي طارئ قد يقع له في المملكة العربية السعودية. وعلمت “أفريقيا اليوم” أن النائب الأول عقد ثلاثة إجتماعات مكثفة بحضور الرئيس البشير قبيل مغادرته مع القيادات الرئيسية والتنفيذية بالدولة، وذلك للتاكيد على إستقرار الأوضاع وسلامة إجراءاتها، وأشارت المصادر أنه لوحظ غياب وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين عنها بما فيها إجتماعه بقادة الجيش الذي حضره رئيس هيئة الأركان ونوابه ومدير جهاز الأمن العائد لتوه من رحلة الحج. وفي ذات السياق حر الأعلان عن مرض البشير والأزمات التي يمر بها السودان خلافات (الأنقاذيين” حول خليفة البشير الرجل العسكري و الإسلامي التوجه ، وأبرز الحديث صراعات مراكز القوى داخل حزب ” المؤتمر الوطني ” الحاكم، و” الحركة الإسلامية التي تمثل الحاضنة الأصلية له، وترشح تقارير عن صراعات بين النائب الأول للبشير ذ علي عثمان محمد طه وبين نافع علي نافع، فيما حاولت جهات أخرى تمرير بعض الأسماء من الوجوه المقربة من البشير كخلفاء له، وأكد أمين حسن عمر “للشرق الأوسط” اللندنية ” أن علي عثمان هو الخليفة الأنسب للبشير في الانتخابات القادمة في عام 2014، واتهم نافذون في الحزب بمحاولة تمرير أجندتهم الخاصة بالترويج لأسماء معينة، وفي ذات السياق قال وزير المجلس الأعلى للاستثمار ووزير الخارجية الأسبق مصطفى عثمان اسماعيل ” أن الحديث بأن البشير سوف يرشح نفسه كأمين عام للحركة غير دقيق لأنه بموجب اللائحة لا يصح ذلك، منوها أنه حتى لو لم تكن هناك لائحة فلا أتصور أن الرئيس سيقدم نفسه للترشيح، وقال أن الأمين العام للحركة علي عثمان طه انتهت مدته ولن يرشح نفسه مرة أخرى، ويرى مراقبون أن صراعات خفية تدور داخل دهاليز الدولة والحزب لخلافة البشير، حال رحيله بالمرض، أو دفعه لعدم الترشح مرةً أخرى للانتخابات الرئاسية أو رئاسة المؤسسات السياسية الحاكمة لا سيما وأن البشير ظل مطلوبا من محكمة الجنايات الدولية لاتهامه بالتورط في جرائم حرب ارتكبت بأقليم دارفور المضطرب، وانه صار ” عبئاً ثقيلاً على الحزب والدولة”، وربما تكون مسألة إعلان مرضه ” فرصةً للتخلص منه عن طريق انقلاب أبيض” وعلقت مصادر ل ” أفريقيا اليوم” أن رحلة البشير إلى الرياض أشبه بسفر الرئيس نميري إلى واشنطون في مارس 1985م والتي لم تكتب له العودة بعدها للبلاد.