بقلم رضا سلامة [email protected] سؤال يطرحه القاصى والدانى,ولا أحد يجيب إجابة شافية جامعة مانعة!! من إغتال الجنود الثلاثة قبل أسبوع,ومن سفك دماء أبنائنا الصائمين فى”مغرب” رمضان الماضى,بدم بارد,وقلب جبان,ومعتقد فاسد,وفتاوى مضللة ما أنزل الله بها من سلطان؟؟ لماذا أصبحت يد الدولة السفلى ,ويد الجماعات المتطرفة والشاردة العليا؟ولمتى تغيب قوة القانون ويسود قانون القوة؟ لماذا تخلينا عن المبادرة والفعل واقتحام اوكار الخارجين على القانون والمرجعية الوطنية,واكتفينا بدور المفعول به,المغلوب على أمره,الكامن خلف المتاريس فى إنتظار رصاصات الغدر؟ سيناء بمواردها وامكاناتها,مغارة”على بابا”فلماذا حولتوها مغارة لصوص؟ولماذا صار حلم التنمية والنهضة كابوساً وتهديداً أمنياً؟ فى برنامج د.محمد مرسى,وبرامج كل المرشحين الرئاسيين كانت سيناء حاضرة بقوة,وتنميتها بشراً وحجراً وزراعة وصناعة وسياحة اولوية وطنية عظمى من زاويتين:أولهما حماية الأمن القومى من أى اعتداء أو تهديد عسكرى بإعتبار سيناء على مر التاريخ معبراً للغزاة,حتى قبل زرع الدولة العبرية على حدودها لتشكل تهديداً كامناً ودائماً,وأيضا قطعاً لطريق اطروحات وسيناريوهات توطين الفلسطينيين بها ك وطن بديل,وثانيهما استثمار واستغلال موارد وثروات سيناء الهائلة لإنجاز التنمية المستدامة . وتظل استراتيجيات ومخططات التعمير حبراً على ورق,وعبارات إنشائية مرسلة,ليس لها ظل من حقيقة,طالما ظلت سيناء أرضاً محروقة,تموج بالعنف والقلاقل والإنفلات الأمنى,وإذا كان الهدوء والاستقرار مطلباً اساسياً فإن بلوغه يتطلب حزمة من الخطوات يجب أن تبدأ بالتالى: أولاً..مواجهة عسكرية أمنية رادعة حاسمة وقاصمة لأى عمل خارج عن القانون وللتنظيمات الإرهابية,تعتمد على الكيف وليس الكم,بإستخداد مجموعات قتالية عالية التدريب والجاهزية سريعة الحركة وقوية النيران والقوة التدميرية ومدعومة بالهليوكوبتر,لإجتثاث التواجد الإرهابى,بالتوازى مع اطلاق يد المؤسسة العسكرية والأمنية لتحقيق الهدف,فى إطار من الشفافية,وحشد الرأى العام حتى تكون معركة الإرهاب مع المجتمع بأكمله وليس مع الأمن أو الجيش . ثانياً..التنظيمات والعمليات الإرهابية فى سيناءعّرض لمرض متمثل فى احساس أهالى سيناء بالتهميش والقهر والظلم الإجتماعى والإقتصادى,ويستفحل المرض بغياب الوعى والإنعزال الثقافى وقسوة الحياة بصفة عامة,ومكافحة المرض تقتضى إقرار المساواة الكاملة لأهالى سيناء بباقى أبناء الوطن,ومنحهم حق تملك أراضيهم,والإلتحاق بالكليات العسكرية,وتولى المناصب على تنوعها,وإسقاط الأحكام الغيابية,والتعاطى معهم بمعايير المواطنة والوطنية الكاملة . ثالثاً..البدء فوراً فى مشروعات تنمية وتعمير سيناء,بخطوات علمية وحقيقية ومدروسة بجداول زمنية وتمويلية محددة وواضحة بعلانية وشفافية كاملة. رابعاً..العمل الحقيقى على نشر الوعى والإسلام الوسطى,بإنتقال رجال الأزهر وعلماء الدين وممثلى وزارات الأوقاف والتعليم والثقافة والاعلام والنخب المثقفة إلى دروب سيناء لمحاصرة الفكر المتطرف,وعدم إغفال الإستخدام الإيجابى للعامل القبلى,والحوافز الإقتصادية والإجتماعية والمعنوية فى إدارة وحسم الصراع . (خاتمة) لن يتوقف القتل والعنف فى سيناء,إلا بتوقف الظلم والقهر والتعتيم والإنهزام قبل خوض المعارك,فالأيادى المرتعشة لن تنتصر حتى لو كانت متوضئة !! * منشور بصحيفة الدستور المصرية اليوم السبت 10نوفمبر