إعتقلت الأجهزة الأمنية صباح اليوم الفريق صلاح قوش مدير جهاز الأمن السابق على خلفية الاتهام بالمشاركة في محاولة انقلابية . وقال مصدر مطلع ل(حريات) ان من ضمن المعتقلين قائد سلاح المدرعات السابق اللواء صديق فضل ، اللواء صلاح سيد أحمد مدير العمليات بجهاز الأمن ، واللواء محمد ابراهيم الشهير ب (ود ابراهيم ) من الإستخبارات العسكرية ، واللواء فتح العليم عبدالله من الإستخبارات العسكرية ، ومجموعة اخرى تصل إلى حوالي (40) من ضباط القوات المسلحة . وترددت أنباء في الخرطوم لم يتم تأكيدها عن إعتقال اللواء كمال عبد المعروف الماحي قائد معركة تحرير هجليج كما راجت أخبار لم يتسنى ل(حريات) التأكد منها عن إعتقال غازي صلاح الدين ، ولكن تأكد إعتقال عدد من الإسلاميين المقربين له . وتأتي اتهامات المحاولة الانقلابية بعد أيام من ختام فعاليات مؤتمر الحركة الاسلامية في السودان والذي اعتبر إغلاقاً لسبل الإصلاح من داخل مؤسسات النظام الحاكم . وقال المركز السوداني للخدمات الصحفية – وكالة تابعة لجهاز الأمن - ( ان الجهاز ظل يتابع حلقات المخطط التخريبي الساعي الي زعزعة الاستقرار والأمن بالبلاد ، وان الجهات المختصة بدأت الإجراءات الأمنية والتحقيقات مع شخصيات مدنية وعسكرية ذات صلة بالمخطط بعد إلقاء القبض عليهم) . ويرى بعض المراقبين ان السلطة تريد ان تسحق أي جناح معارض لها بدعوى المحاولة الإنقلابية ، خاصة من العسكريين الذين يقفون ضد عبد الرحيم محمد حسين . ويتزايد السخط في القوات المسلحة منذ فبراير 2011 بسبب الفساد وفضيحة الدبابات التي أرسلت للصيانة بعد شرائها مباشرة ، وما يراه الضباط من سوء إدارة وزير الدفاع عبد الرحيم . وحدثت مواجهة شهيرة إنتهت إلى فصل أكثر من (13) من ابرز قيادات القوات المسلحة . وتجدد السخط مرة أخرى وتزايد على خلفية معارك هجليج ابريل 2012 وأوامر عبد الرحيم التي رأى فيها الضباط سبباً مباشراً لهزيمة القوات السريعة والسهلة وإستيلاء قوات الجيش الشعبي على عدد كبير من الآليات العسكرية من بينها عدد كبير من الدبابات . كما يتذمر الضباط من إضفاء الطابع الحزبي والقبلي على القوات المسلحة ، خصوصاً وقد تم تشكيل قوات موازية غالبية من قياداتها وجنودها من (الأحجار الكريمة) ومن الجعليين تحديداً حتى تدين بالولاء الشخصي لعمر البشير ومجموعته . وزادت أعداد هذه (القوات الخاصة) مؤخراً كما زادت مخصصاتها قياساً بمخصصات ضباط وجنود القوات المسلحة . وكانت قاصمة الظهر الهجمات الإسرائيلية على مصنع اليرموك للصناعات العسكرية التي نظر لها الضباط كإهانة للقوات المسلحة تلخص كامل سياسات وإدارة عمر البشير وعبد الرحيم محمد حسين لقضايا السياسة الخارجية وتسليح القوات المسلحة ، وما يرتبط بها من سوء إدارة وفساد وحزبية ضيقة .