والله اني لأعجب واندهش.. بل وانحني احتراماً لتلك العبقرية التي تتعامل بها حكومتنا مع الأخطاء والكوارث والمصائب التي أصبحت تأتينا من كل فجٍ عميقٍ.. تلك الطريقة الفذة التي لا يُمكن بحال من الأحوال أن تتميّز بها أية حكومة على ظهر الكرة الأرضية (والكور المجاورة)، فحكومتنا الرشيدة لا تعترف بأي قصور أو خطأ ليس ذلك لبرود في دمها – لا سمح الله – وإنّما سلوك (استخفافى) ليس له ما يبرره ينظر إلى المصائب والأخطاء وكأنها شئ عادي حتى وإن أدت هذه الكوارث إلى فقدان الأنفس وتدمير الممتلكات وإن شئتم مثالاً واحداً يكفي لما أوردته، فهاكم هذه المقولة التي وردت على لسان أحد المسؤولين عند دخول قوات خليل إلى أم درمان (لقد استدرجناهم)!! ولك أن تعلم عزيزي القارئ أن هذا الاستدراج قد بلغ حي (العرضة) وشارع (الأربعين) وما جاورهما من أحياء سكنية! طيِّب إيه لزوم المقدمة دي؟ لزوم هذه المقدمة ما جاء في الأخبار اخيراً عن سقوط طائرة استكشاف (بدون طيار) أمام أحد المنازل بمدينة الثورة والتي كان من الممكن أن يتسبّب سقوطها (هكذا) في كارثة لا يعلم مداها إلاّ الله.. كان من المُمكن أن تسقط في مدرسة.. محطة وقود.. موقف مواصلات …إلخ ويموت العشرات لكن القصة (جات سلامة) وربنا قدّر ولطف بهؤلاء المواطنين (الما عارفين يلاقوها منين)! هل يمكن أن يحدث مثل هذا الأمر في أيِّ بلد في العالم؟ طبعاً لا.. لسبب بسيط وهو عشان الزول يتعلّم (السواقة) وما يقوم يعوق ليهو زول بيقوم يمشي حتة (خلا) حتين بعد ما يتعلّم كويس بيجي يسوق داخل المدينة.. من الواضح ومن الحاجات الما عايزة ليها اتنين تلاتة هي إنو (أنحنا جديدين) في حكاية (السواقة البدون سواق دي) فكان العقل والمنطق بيقول إنو المسألة تتم في حتة (خلا) بعيداً عن المواقع السكنية حتى لا تحدث كارثة! طيب السؤال البيفرض نفسو هو ماذا لو أن سقوط هذه الطائرة قد تَسَبّبَ في موت وجرح عدد من المواطنين؟ الجواب يا عزيزي للأسف الأسيف (ولا حاجة) يعني دي أول مرة تخطئ فيها (جهة) والموضوع يمشي وكأنو ما حَصَلَت حاجة؟ الطيارات الوقعت ذي (المطرة) دي حَصَل يوم قريت ليك (تقرير لجنة تقصي)؟ بعدين هو ذااااتو طيارات شنو البدون طيّار العاوزين نصنعا ونحنا (بندافع بالنظر) مش مفروض (قريشات) المشروع ده (نوفرا) عشان نشتري بيها (رادارات) ومنصات صواريخ (دفاع جوي) عشان نأمن بيها أجواءنا البقت (مَلطشة) دى … وللاّ ما كده؟ كسرة: يا جماعة الخير خلونا أول (نظبط) طيّاراتنا (أم طيّار) وبعدين نشوف قصة (أم بدون طيار)!! كسرة ثابتة: 12/12/2012م بإذن الله تعالى الإحتفال بالذكرى السنوية للكسرة الثابتة (أخبار خط هيثرو).. ترقبونا..