وسط إجراءات أمنية مشددة فى ولايات جنوب السودان العشر تنطلق غدا الأحد 9 يناير عملية إستفتاء تقرير مصير الجنوب الذى من المقرر أن يشارك حوالي أربعة ملايين مواطن جنوبى داخل السودان وخارجه،من خلال ألفين و600 مركز إقتراع فى الجنوب وحده إلى جانب 160 مركز فى الشمال . ويتم سط ترقب حذر رغم التأكيدات من شريكى الحكم فى السودان بإلتزامهما بإجرائه فى أجواء سلمية والقبول بنتائجه أيا كانت ،وقد استعدت حكومة الجنوب للاستفتاء وحشدت كل طاقاتها وإمكاناتها اللوجستية لإجراء عملية الإقتراع بمايحقق ماتراه مطلب سكان الجنوب فى الإنفصال. وقد انطلقت الجمعة 7 يناير فى جوبا وأنحاء الجنوب الأخرى مظاهرات حاشدة تطالب بإقامة دولة الجنوب ،وشارك فى هذه المسيرات تجمع شباب من أجل الإنفصال وقيادات بارزة فى الحكومة والحركة الشعبية ،وخاطب باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية ووزير شئون السلام بحكومة الجنوب المسيرة الكبيرة فى جوبا أمام ضريح الزعيم الراحل للحركة الدكتور جون قرنق . وقال الدكتور برنابا بنجامين وزير الإعلام بحكومة الجنوب والناطق الرسمى بإسمها إن الإستعدادات قد اكتملت تماما لإجراء الإستفتاء فى موعده ،وذلك بحضور حوالى 1200 مراقب من المجتمع الدولى ،و17 ألف مراقب من الداخل ،ويغطى الحدث مئات من الإعلاميين من حوالى 200 مؤسسة إعلامية دولية وإقليمية. وأكد رغبة الجنوبيين فى حالة إقرارهم لخيار الإنفصال فى إقامة علاقات قوية ومصالح متبادلة وتعظيم المنافع المشتركة مع شمال السودان ،وأكد أن دولة الجنوب الوليدة لن تكون عنصرا مهددا لأمن أو مصالح الدول العربية ،وفى مقدمتها مصر ،التى قال إنها قدمت للجنوب مالم يقدمه أى طرف آخر بما فيه الحكومة السودانية ، وأن مشروعاتها التنموية فى الجنوب تجاوزت مبلغ المائتى مليون دولار ،وقال إن الوحدة لم تكن جاذبة طيلة أكثر من 55 عاما بعد إستقلال السودان ،وأنها كانت سنوات حرب وقتل ودمار ،كما أنحى باللائمة على حزب المؤتمر الوطنى الحاكم بالخرطوم بأنه لم يفعل شيئا لبناء الوحدة طوال السنوات الست الإنتقالية ،ثم جاء يتحدث الآن عن إعادة بنائها فى سبعة أيام قبل الإستفتاء .