عبد الغفار المهدي… [email protected] الملاحظ في محادثات دولتي السودان المتكررة دوما ما أنها تفشل رغم التفاؤل الذي يسبق جولات التفاوض بينهما في العاصمة الأثيوبية،وهذا التطويل والمط والبطء الذي تتسم بيه المحادثات بين الطرفين المتضرر منه هو الشعب في البلدين.. والحجة الأخيرة التي خرج بها المؤتمر الوطني على لسان وزير الدفاع والذي لأدرى ما هي المؤهلات التي يتمتع بها ليقود وفد تفاوض المؤتمر الوطني اللهم إلا مؤهل الخداع الذي أدمنوه وتعايشوا معه حتى صار طبيعيا بالنسبة لهم ومباحا،فما رواية الترتيبات الأمنية التي تشدق بها عبد الرحيم محمد حسين معللا فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات والتي قطعا تصب في صالح جماعته الحاكمة.. مصلحة المؤتمر الوطني في فشل المفاوضات بين دولتي السودان والتي يضار منها بصورة أكبر شعب الشمال ،هي خوفه من أن الاتفاق سينعش دولة الجنوب اقتصاديا بعد تدفق البترول وفى تلك الحالة ستقوم دولة الجنوب بدعم قطاع الشمال والحركات لإسقاط المؤتمر الوطني والذي لازالت أثار ميثاق الفجر الجديد تشغله وترعبه،و بدوره لم يدخر جهدا في دعم الحركات المناوئة للحركة الشعبية في دولة جنوب السودان،والعراقيل التي تتسم بها المفاوضات هي من صنع المؤتمر الوطني لأن هذا الاتفاق سيعجل برحيله من السلطة وهذا ما لا يريده في الوقت الراهن خصوصا وأن المؤتمر الوطني أصبح محاصرا من جميع الاتجاهات وباتت أخادعيهم وألاعيبهم مكشوفة للجميع،فدولة الجنوب التزمت بسحب قواتها والتزمت بما يتعلق بالمناطق المنزوعة السلاح ،ومشكلة أبيى تقريبا منتهية فالقبائل التي تقطنها ستتعايش فيما بينها والدليل على ذلك لازال الرعاة يدخلون بماشيتهم حتى بحر العرب،فمبرر الترتيبات الأمنية الذي ساقه وزير الدفاع لفشل المفاوضات ما هو إلا خداعا من البشير وكسبا للوقت لإشعال مزيدا من الصراعات القبلية والحروب لإيهام الشعب والرأي العام بالاستهداف الذي تتعرض له البلاد وما هو إلا طبخ شياطينهم،لهذا على المسيرية أن لا ينجرفوا في حرب الوكالة التي يدفعهم لها المؤتمر الوطني الذي حتما سيذهب وأنتم ستبقون فالأجدى والأنفع لكم التعايش كما كنتم مع شركاء المنطقة في أمن وسلام يعود بالنفع لكم جميعا ولأجيالكم. وعلى المفوضية الأوربية والولايات المتحدة أن يضعا في الاعتبار أن الضحية في هذا الفشل هو الشعب في الدولتين،وعلى القوى السياسية المعارضة أن تتحسب لهذا الأمر جيدا وإلا على البلاد السلام بشقيها. على رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير أن لايستسلم لخداع المشير البشير وجماعته والتي بإمكانها أن تماطل لأعوام ولا توقع هذا الاتفاق وبهذا تكسب عدة نقاط يأتي على رأسها الضغط الاقتصادي الذي ستتعرض له جمهورية جنوب السودان جراء تعليق تمرير النفط من شمال السودان ،بالإضافة لدعم مناوئي الحركة الشعبية وإثارة الفتن والبلبلة لإشغالكم عن المصالح الحقيقية لجمهورية جنوب السودان وتنميتها وشعبها أو لإبقاء الوضع كما هو عليه المهم وجودهم على رأس تله الخراب والدمار الذي وضعوا فيه السودان،،لذا ليس إمامكم غير الخطة (ب) أو الحل البديل والبحث عن طريقة أخرى لتمرير النفط غير الأراضي السودانية والتي رغم تكلفتها ستكون أفضل من وقف الحال والاستسلام لخداع هذه العصابة ،إلا أن يجعل الله مخرجا للشعب السوداني في التخلص من عصابة تجار الدين تلك التي دمرت هذا الوطن وهذا الشعب وبعدها ستعود الأمور إلى مجراها الطبيعي والحقيقي بين البلدين والشعبين.