تونس – طالب الباجي قائد السبسي رئيس حزب حركة نداء تونس حكومة حركة النهضة الإسلامية بالاستقالة بعد أن فشلت في إدارة المرحلة الانتقالية داعيا إلى تشكيل حكومة وفاق وطني تشارك فيها مختلف القوى السياسية لإنقاذ البلاد من الوضع المحتقن والأزمة الخانقة التي تتخبط فيها. واعتبر السبسي أن أداء حكومة الائتلاف الثلاثي الذي تقوده حركة النهضة كان مخيبا للآمال ولم يحقق تطلعات التونسيين إلى الحرية والشغل والتنمية والاستقرار والأمن مشددا على أن حكام تونس الجدد لم يكونوا أوفياء لوعودهم مما أدى إلى انعدام ثقة الشعب فيهم. ولاحظ أن الشعب التونسي لم يجن من حكومة النهضة سوى انخرام الأمن والتوازن والاستقرار ووضعا سياسيا واجتماعيا يتسم بالاحتقان نتيجة قرارات غير الموفقة. وجاءت دعوة قائد السبسي إلى تشكيل حكومة وفاق وطني على إثر إعلان رئيس الحكومة حمادي الجبالي والأمين العام لحركة النهضة عن فشل المفاوضات مع الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة كفاءات وطنية كان دعا إليها الرئيس منصف المرزوقي. ويقود رجل بورقيبة القوي مبادرة لتوحيد القوى الوطنية والديمقراطية من أجل القضاء على التشتت الذي تعيشه الساحة السياسية في إطار تحالف يجمع خمسة أحزاب كبرى هي نداء تونس والجمهوري والمسار وحزب العمل والاشتراكي اليساري والتحالف الذي ضم أكثر من عشرة أحزاب. ويخيم على تونس مناخ من الإحباط والتشنج نتيجة فشل الحكومة في الاستجابة لمطالب التونسيين في الشغل والتنمية وكذلك نتيجة لتواصل حالات الانفلات الأمني في ظل تنامي عنف الجماعات السلفية الوهابية التي استهدفت خلال الأسابيع الماضية مراقد الأولياء الصالحين الأمر الذي اعتبره سياسيون ومثقفون تخريبا ممنهجا لتراث تونس. وأكد قائد السبسي أنه إن كان الائتلاف الثلاثي الحاكم يريد الوفاق الوطني وإنقاذ البلاد من الأزمة التي تعيشها عليها الإقرار بفشل التمشي الذي اختارته وبان الحكومة لا يمكن أن تتواصل بنفس التركيبة. وأضاف إذا كانت الحكومة صادقة في عزمها على إنقاذ البلاد عليها أن تبادر بإطلاق حوار وطني على أساس برامج تنموية وسياسية تستجيب لتطلعات الشعب وعليها أن تفتح الحوار مع كل القوى السياسية كما عليها أن تتخلى عن مشروع الإقصاء. وكانت حكومة النهضة أقصت من المفاوضات أحزابا لها ثقلها السياسي وفي مقدمتها حزب حركة نداء تونس الذي ترى فيه إحياء للفكر البورقيبي وسياساته. ودعا قائد السبسي حركة النهضة بأن “تعود إلى رشدها وأن تعترف بفشلها السياسي لأنها اتبعت الإقصاء ومن يتبع سياسة الإقصاء لا يمكنه أن ينجح في إدارة الشأن العام لأن تونس لكل التونسيين”. واتهم الجماعات الإسلامية بضرب الاقتصاد ملاحظا أنه “ما كانت السياحة لتنهار لو لم نسمع في المجلس التأسيسي من يدعو إلى قطع الأيدي والأرجل”. وكان الصادق شورو نائب النهضة في المجلس التأسيسي دعا إلى التنصيص في نص الدستور الجديد على اعتماد الشريعة الإسلامية مصدرا أساسيا للتشريع غير أن دعوته واجهت معارضة قوية من قبل الكتل النيابية المعارضة. وتوجه الباجي قائد السبسي إلى رئيس الحكومة حمادي الجبالي “اقول لرئيس الحكومة الذي يواجه صعوبات مع جماعته كل الأحزاب مستعدة لأن تتضامن معك ولن تزيحك من الساحة لكن لذلك مقتضيات أولها الإقرار بفشل التمشي الذي اخترتموه اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وبالتالي الحكومة التي أتت بهذا الفشل لا يمكن أن تتواصل بنفس التركيبة”.