لماذا جيكا وكريستى وأبو ضيف؟ لماذا يختار رصاص الغدر ضحاياه بعناية من بين أشد معارضى جماعة الإخوان المسلمين؟ قد تكون المصادفة وحدها فقط هى التى جعلت هؤلاء الثلاثة من أخلص مؤيدى مرسى فى جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، وأكثرهم دعما له فى مواجهة الفريق شفيق.. لكن لا يمكن أن تكون المصادفة مسؤولة عن عملية انتقاء الرصاص الحى الثلاثة الذين لهم نشاط ملحوظ ومؤثر من بين معارضى الرئيس، خصوصا أن واقعتى مقتل جيكا وكريستى لم تكن بتلك القوة التى تستدعى وقوع ضحايا بهذا النوع من الأسلحة، بل وانتهت الواقعتان دون سقوط قتلى آخرين، أما واقعة استهداف الصحفى الحسينى أبو ضيف فإن روايات شهود العيان تؤكد استهدافه بعد تصويب شعاع ليزر عليه فى أثناء تصويره تفاصيل الاشتباكات بين شباب الإخوان والمتظاهرين فى محيط القصر الرئاسى. نظرية المؤامرة التى بدأ كثير من النشطاء السياسيين فى تبنيها عقب سقوط محمد حسين قرنى الشهير بين زملائه ب«محمد كريستى» صريعا أول من أمس فى مواجهات الشرطة مع متظاهرى الاتحادية. نسجت خيوطها من حقائق تؤكد أن جابر جيكا ومحمد كريستى ناشطى أولتراوس الأهلى اللذين قادا المظاهرات دعما لمرسى فى مواجهة شفيق فى الانتخابات الرئاسية، أصبحا بعد مرور شهور على توليه الرئاسة من أخطر معارضيه، بمشاركتهما فى تأسيس صفحات على الإنترنت تتضمن صورهما ومعلومات كاملة عنهما لمعارضة وفضح سياسات جماعة الإخوان المسلمين، حيث قام الأول بتأسيس صفحة «معا ضد الإخوان» التى قامت بنشر فيديوهات وصور مضادة للجماعة تفضح ممارساتها وتحرض على التظاهر ضدها، بينما أسس الثانى مع أربعة آخرين صفحة «إخوان كاذبون» التى بدأت نشاطها قبل أسابيع بتجميع فيديوهات وصور انتهاكات الإخوان فى واقعة قصر الاتحادية وغيرها من الفيديوهات والصور التى تفضح سياسات الجماعة، ثم امتد نشاطها بالنزول إلى شوارع القاهرة والمحافظات لعرض تلك الفيديوهات ضمن عروض «إخوان كاذبون»، وهى العروض التى جعلت مناطق شعبية مثل السيدة زينب ودار السلام وشبرا تتفاعل بقوة مع الاحتجاجات المعارضة لسياسات الرئيس الإخوانى والمطالبة بحل جماعة الإخوان المسلمين وإبعادها عن المشهد السياسى تماما. تقارير الطب الشرعى أكدت استهداف الثلاثة برصاصات مباشرة فى المخ والصدر بطريقة احترافية يصعب حدوثها فى ظل اشتباكات عشوائية تشهد موجات كر وفر، بما يزيد من الشكوك حول استهداف الضحايا بشكل انتقائى إذا تم الربط بين روايات شهود العيان حول تصويب أشعة الليزر عليهم قبل سقوطهم مباشرة، بالإضافة إلى رواية الزميل محمد الباز فى صحيفة «الفجر» عن استهداف الحسينى أبو ضيف بشكل مقصود من جانب مجموعات التيار الإسلامى . السؤال الذى بات متداولا بقوة الآن بين النشطاء السياسيين من معارضى جماعة الإخوان المسلمين.. على من سيأتى الدور فى ظل المعادلة الجديدة التى أطلق فيها الرئيس يد الداخلية لمواجهة معارضيه الذين وصفهم بالمخربين ودعاة العنف؟ وهل سيكون هناك بين الضحايا الجدد اسم من أسماء أدمن الصفحات المعارضة للإخوان مثل «المهدى وجيمى وشادى».