عبدالباقي الظافر… [email protected] في شتاء العام 2009 كان قائد طائرة طيران الولاياتالمتحدة يتعرض لمأزق خطير..الطائرة التي غادرت مطار جون كنيدي قبل قليل تعطل احد محركاتها بسبب صغر احمق دخل بين تروس الماكينة..ازمة الطائرة وصلت بسرعة للفضائيات التي نصبت كاميراتها في كل مكان..الحل الايسر للكابتن جلسي سولنبرقر ان يرمي الطائرة في جوف نهر هدسون القريب جدا من المطار..فعلها الرجل والدنيا تشهد الحدث في نقل حي ومباشر..منذ ذلك التاريخ اصبح الكابتن سولنبرقر احد ابطال الامة الامريكية..يتم استضافته في كل البرامج الحوارية الناجحة..صورته غطت غلاف عدد من المجلات ذائعة الصيت. المقدم عبدالله الخنفري نزع كاب الشرطة من رأسه ثم ابتسم ساخر من المواطن السوداني أحمد محمد بن عوف..الرجل جاء ليبلغ الشرطة انه وجد في داره نحو نصف مليون ريال سعودي وخمسمائة جرام من الذهب الخالص..الشرطي السعودي كان يمازح الزول السوداني”شو بيك ياعم”..في النهاية حرر رئيس قسم شرطة العزيزية شهادة وفاء وتقدير للوافد السوداني. القصة الممتعة لم تبدأ هنا..مواطن سوري يتوفي في السعودية..زوجته تتصل على الشركة تطلب منها عدم دخول شقة المرحوم التي تحوي تحويشة العمر..وتأتي السيدة وتنبش الشقة ولا تجد شيئا ثم تعود الى سوريا لتتوسد الحزن..وبعد ذلك تمنح الشركة المواطن السوداني ذات الشقة ليقيم مع اسرته التي جاءت من السودان لتواسيه وتخفف عنه وهو يخضع لعملية قلب مفتوح..قبل ان تلج الاسرة الجديدة الشقة القديمة كان العمال البنغالة ينظفون المبني من كل شيء تقريبا. بعد اربعين يوما كانت زوجة العم أحمد ابن عوف تخبر زوجها انها وجدت الكنز مخبأ في برميل (كلوركس)..لم يتردد الرجل لحظة واحدة..هاتف مدير شركته طالبا تكوين لجنة لجرد المحتويات ثم توجه لقسم الشرطة مبلغا بالحادثة..هذا المواطن جاء للسودان واقام نحو شهرين ولم يسمع به أحد حتى عاد الى مهجره في الحجاز. قبل اسابيع ليلة كانت الصحف تنقل على استحياء نصر علمي كبير حققه عالم سوداني..البروفسور مصطفي عبدالله صالح اكتشف علاج لمرض نادر يصيب الاطفال بالشلل التشنجي..لم يكن ذلك الاكتشاف الاول للعالم السوداني المقيم بالمملكة العربية السعودية..مصطفي صالح لم يجد الاهتمام اللازم رغم اسهامه الكبير في المجال الطبي العلمي. في مصر اخت بلادي عندما يتكلم العالم المصري أحمد زويل فمصر كلها تصبح في حالة اصغاء تام..جراح القلب مجدي يعقوب صنع منه الاعلام المصري اسطورة في الطب..عندما كان الدكتور مجدي طبيبا ناجحا في المملكة المتحدة كان الملك خالد بن عبدالعزير يختار طبيب سوداني ليكون في الفريق الطبي المعالج لجلالة الملك..دكتور محمد سراج ابشر الان يجلس بهدوء في عيادة طبية في شارع السيد عبدالرحمن. بصراحة لدينا مشكلة كبيرة في الترويج لابطال بلادي..الاعلام يركز على الصور السالبة..ولكن المجتمع يحتاج لنماذج تؤكد اننا مازلنا بخير ..جامعاتنا تبحث عن القذافي والامير الوليد والسلطان يوسف كبر لتكرمهم بالدكتوراة الفخرية وهؤلاء لم يسمع بهم أحد. تراسيم