تعرب مؤسسة الكرامة لحقوق الانسان عن استيائها من استمرار الممارسات القمعية للأجهزة الأمنية السودانية لطلاب الجامعات السودانية، حيث تواصل اعتقال اثنين منهم منذ شهور دون اتخاذ أي اجراء قانوني بشأنهم، كما تمنع تواصلهم مع ذويهم أو محامييهم وهما الطالبان محمد طيفور إسحاق ومحمد عثمان موسى. وكانت الكرامة قد طالبت السلطات السودانية في مطلع يناير بالإفراج عن ثلاثة طلاب سودانيين، الا أنها اخلت سبيل اثنين منهم هما راشد عثمان وعبدالرازق اسحاق، وأبقت على الطالب محمد عثمان عيسى المحتجز منذ 10 نوفمبر من العام الماضي بسجن كوبر المحلى بالخرطوم حتى الان. وحصلت الكرامة على معلومات جديدة تؤكد تعرض الطالب محمد عثمان للتعذيب بصعقه بالكهرباء وجلده بخراطيم المياه من قبل الأجهزة الأمنية ، فيما يمنع ذووه ومحاموه من التواصل معه. أما الطالب محمد طيفور فقد تم القبض عليه منذ 2 ديسمبر من العام الماضي من قبل عناصر أمنية في زي مدنى على خلفية مشاركته في تظاهرات طلابية لطلاب جامعة نيالا الدارفوريين احتجاجا على فرض رسوم دراسية عليهم رغم إعفائهم منها بقرار رئاسي سابق، ويجرى احتجازه حتى الآن في مقر جهاز الأمن بمدينة نيالا، مع رفض السماح لذويه ومحاميه بزيارته والتحقق من سلامته. جدير بالذكر أن الجامعات السودانية تشهد احتجاجات طلابية واسعة بسبب قضية فرض الرسوم على الطلاب الدارفوريين، فيما تواجه قوات الأمن والموالين لها تلك التظاهرات بعنف بالغ أسفر في 7 ديسمبر من العام الماضي عن مقتل أربعة من الطلاب المحتجين وهم محمد يونس النيل، عادل محمد أحمد و الصادق عبد الله يعقوب و نعمان أحمد القرشي في قناة بالقرب من جامعة الجزيرة، وكان قد أعلن في وقت سابق من نفس الأسبوع عن اختفائهم عقب احتجاجات داخل الجامعة التي رفضت تسجيل طلاب دارفور ما لم يدفعوا الرسوم. وتطالب الكرامة السلطات السودانية بضبط الأداء الأمني في تعاملها مع طلاب الجامعات السودانية المختلفة، وبسرعة الافراج عن المعتقلين منهم والوقف الفوري للانتهاكات بحقهم، مؤكدة في الوقت ذاته انها ستقوم برفع ما لديها من أدلة على ما وقع بحق الطلاب من عنف إلى آليات الاممالمتحدة لمطالبتها باتخاذ اللازم حيال الانتهاكات المتواصلة للحكومة السودانية لحقوق مواطنيها.
