بعد حوالي ثلاثين عاماً على قضية الواثق صباح الخير الشهيرة نفذ قضاء (عدالة الإنقاذ الناجزة) عملية قطع من خلاف لمتهم بواسطة أطباء مستشفى (الرباط) الجامعي تنفيذاً لحد (الحرابة ) حسب ما نشرت صحيفة (السوداني ) الموالية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ، في قضية بدأت حيثياتها منذ عام 2006 . و قطع أطباء مستشفى (الرباط) الجامعي يد ورجل متهم بجريمة قطع الطريق تنفيذاً لأمر المحكمة العليا التي حكمت عليه بعقوبة (حد الحرابة) ، أمس الأول 14 فبراير . وأشارت الصحيفة الصادرة أمس لإسم الشخص ب ( أ.م . م ) ، وقالت (الأطباء نفذوا عقوبة القطع من خلاف على مدان في جريمة حرابة ، بعد استنفاد كافة مراحل التقاضي) . وذكرت الصحيفة ان المتهم قبض عليه في جريمة (قطع الطريق) 29 مارس 2006 على عربة في طريقها من التبون إلى سوق شارف بغرب كردفان بعد أن هددهم ببندقية كلاشينكوف كان يحملها وقام بنهب الركاب تحت تهديد السلاح. وتم تأييد العقوبة الوحشية من محكمة الاستئناف كما أيدتها المحكمة ، وصادقت عليها دائرة المراجعة ، والأعجب ان المحكمة الدستورية صادقت على العقوبة والإدانة. وتعتبر هذه المرة الأولى منذ ثلاثين عاماً التي يتم فيها تنفيذ هذه العقوبة بالبلاد منذ أن قامت محاكم الهوس الديني في عهد المخلوع جعفر نميري بصلب الواثق صباح الخير 1984 . وعقوبة القطع والرجم وما يسمى بحد الحرابة عقوبات متخلفة وضد الانسانية مورست في عهود الظلام . والغريب في الأمر هو قيام أطباء مهمتهم هي علاج الناس من الأمراض بما في ذلك الإعاقات الجسدية والنزفية لا تسبيب عاهات . وقال مراقب سياسي ل (حريات) : ( لم يعد هناك ما يدعو للاستغراب في عهد الإنقاذ فمستشفى الأمل التابع لجهاز الأمن يتم فيه تعذيب المعتقلين بإشراف الأطباء ! فطالما شارك أطباء في تعذيب الناس في المعتقلات أيام بيوت الأشباح ، وطالما روج القانونيون مثل علي عثمان محمد طه للقتل خارج القانون (shoot to kill) وهو أمر يتسق مع توجهات النظام الاستبدادية والاستئصالية ).