حذر الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة السبت من خطورة تعرض أمن البلاد للخطر جراء الوضع الأمني المتأزم في مالي. واعلنت وزارة الدفاع الجزائرية السبت ان الجيش قتل 12 مسلحا من بينهم 3 مجرمين مطلوبين، في عدد من ولايات البلاد. وجاء في البيان الذي نقلته وكالة الانباء الجزائرية ان 12 مسلحا قتلوا الجمعة والسبت في ولايتي الشلف وبومرداس، وجرى بعد ذلك مصادرة كمية كبيرة من الذخيرة. وقال بوتفليقة في خطاب وجهه لمناسبة الذكرى 42 لتأميم المحروقات “نواجه تحديات أخرى، نرى أمننا يتعرض للخطر بين الفينة والأخرى جراء الوضع السائد في مالي على حدودنا الجنوبية وبسبب إرهاب لا يؤمن شره ولا نتهاون لحظة في محاربته”. وأضاف “أمننا في خطر بسبب الوضع في مالي، في حدودنا الجنوبية، وبسبب الضربات الدورية لإرهاب لم نتوقف عن مواجهته”. وأشار بوتفليقة على وجه الخصوص الى الهجوم الذي شنته جماعة سلفية على مجمع غاز أميناس، جنوب شرقي الجزائر، حيث تم أسر مئات العمال كرهائن، وتم تحريرهم في النهاية من قبل الجيش في عملية قتل فيها 67 شخصا. وأشاد بوتفليقة ب”مهنية الجيش والأجهزة الأمنية الجزائرية التي تمكنت من وقف هذا الاعتداء على المنشآت الأكثر أهمية في البلاد”. وخلف اعتداء عين أميناس مقتل 37 عاملا أجنبيا وجزائري واحد و29 مسلحا. وقال “يأبى علي الواجب إلا أن أشيد وأنوه بالضباط والجنود وأعضاء مصالح الأمن ورجال الحماية المدنية الذين نال تدخلهم إعجابنا وإعجاب الرأي العام الدولي”. تجدر الإشارة إلى أن الهجوم الذى وقع يوم 16يناير/ كانون الثاني بمنشأة عين أميناس بولاية إليزى الواقعة جنوب شرق البلاد وأسفر عن مصرع 37 أجنبيا من ثماني جنسيات، إضافة إلى جزائري واحد، كما لقى 29 إرهابيا مصرعهم . وأعلن وزير الطاقة والمناجم الجزائري يوسف يوسفي في ندوة صحفية الاربعاء عن تعزيز الاجراءات الأمنية بصورة كبيرة وصارمة في جميع المنشآت النفطية في الجزائر. وقال “لقد اتخذنا اجراءات صارمة لتعزيز أمن المنشآت النفطية وهناك أشخاص قد اشتكوا من تشديد عمليات التفتيش التي يقوم بها عناصر الأمن على مستوى مداخل المواقع النفطية والتي مكنت من اكتشاف بطاقات دخول مزورة”. وذكر أنه يتم حاليا تقييم الخسائر الناجمة عن الاعتداء الارهابي بمنطقة عين اميناس ومواصلة تصليح الأجزاء التي تضررت في المنشأة جراء الاعتداء، كاشفا عن ان هناك جزءا من العمال الأجانب عادوا الى العمل فيها. وقامت الجزائر بنشر تعزيزات عسكرية على حدودها مع مالي خوفا من احتمال فرار مئات المسلحين التابعين لتنظيم القاعدة والتنظيمات المسلحة الأخرى من مالي باتجاه الحدود.