زووم ابوعاقلة اماسا صفقة إنضمام حارس مرمى المنتخب المصري الحضري خصمت من المريخ كثيراً، ولم تضف له بذات المقدار إلا في مخيلات البعض ممن يتخذون من المزاج معياراً للنجاح والفشل، فمنذ أن أطل بوجهه في عالم المريخ هطلت معه المشاكل والمصائب، وعايشنا معه أشكالاً جديدة من الإشتباكات بين اللاعبين والإداريين، من يكبره سناً ومن يصغره.. كل في مرتبة واحدة.. والأهم من ذلك أنه وضع المريخ ككيان في مرتبة أدنى من كل الأندية التي لعب فيها وقابلته بكل حسم وحزم في مشكلات أقل بكثير من التي افتعلها مع النادي السوداني، ولكن إدارات المريخ وعلى رأسهم جمال الوالي يعتقدون أن ناديهم سيندثر من الوجود لو أنهم واجهوا إفتراء هذا اللاعب أو أي لاعب بالحزم المطلوب.. في نادٍ عاني الكثير جراء غياب اللوائح والقوانين وتعاطف الإداريين عن جهل مع اللاعبين المتفلتين، وكثيراً ما كان اللاعب يتعرض للعقوبات بالخصم المالي مثلاً فينبري له أحد الإداريين ويعوضه أكبر من المبلغ المخصوم من أسفل الطاولة طبعاً، وكذلك شهدنا مئات الحالات التي كانت تستحق فرض هيبة النادي، ولكن الإداريين كانوا أضعف من مجرد الحديث عن عقوبات أو حتى رفع الصوت أمام اللاعبين.. وهذه كانت ثغرة كبيرة مرت من خلالها إخفاقات هذا الفريق في سنوات كان الناس يتوقعون فيها الكثير من النجاحات.. فالشفرة هنا تتلخص في أن الإنجازات الرياضية لا تتحقق إلا بوجود لوائح إنضباطية غير مرنة ليس فيها مجاملات أو مغالطات بحسب المزاج الإداري..! رغم أنني أعترض على وجود الحضري من الأساس بعد كل ما أقدم عليه، إلا أن التعاطي مع المسألة يأتي من باب أن قرار إستمراره قد اتخذ وأصبح أمراً واقعاً وينبغي أن نتحدث عن كيفية أن يستمر لاعباً منضبطاً وبعيداً عن المشكلات والأزمات، خاصة أن النصف الثاني من الموسم سيكون حاسماً ولا يحتمل سوى التركيز على المباريات.. لذلك سعدت جداً بقرار منعه من التصريحات.. وبمعنى أصح من الثرثرة، لأن الحضري قد تجاوز التصريحات العادية وأصبح يثرثر ويهرطق أكثر من اللازم، خاصة في موضوع عصام الحاج الذي بات خارج منظومة مجلس المريخ الآن، وأصبح متهماً بالسعي لزعزعة إستقرار الأوضاع بطرق مختلفة، وإستغراقه في حرب التصريحات إنما يخدم الغرض بجدارة ويعكر صفو الأمور حول الفريق وبالتالي يكون ذلك سبباً في عدم التركيز، وكنت أتمنى أن يعلن المجلس عن قائمة جزاءات وتقييم تصريحات الحضري بالكلمة.. بمعنى أن يحددوا أن الكلمة التي تخرج منه تعادل عقوبة بخصم مائتي دولار مثلاً، فهو يستخدم لسانه بإفراط غريب.. ولا يكاد يصمت أو يرضخ لأوامر إلا عندما يكتشف أن وراء أي تجاوز في هذا الشأن غرامة مالية.. عندها لن تسمعوا الحضري يتحدث ولو كان همساً…! ليس الحضري وحده من ننتظر التعامل معه بحسم وحزم، بل كل ما يتعلق ببند الإنضباط يحتاج إلى إجماع كامل من الأنصار في الفترة القادمة.. ولو كانت لجنة التسيير تحلم بإنجاز يذكر لها في الفترة القادمة فعليها العمل على تدعيم قاعدة الإنضباط بلوائح تقويها وتجعل من تلك الكلمة عنواناً للنادي وقاموساً نرجع إليه عندما نبحث عن معاني لكلمات أخرى مثل البطولات والإنجازات وغيرها من المترادفات التي لا تفارق الأندية الكبيرة لتأكيد أن المريخ نادٍ كبير فعلاً، وأن ذلك لا يتأكد إلا من خلال سلوك الناس فيه وليس لبنود الإنفاق.. وكذلك ليس لبرنامج صدى الملاعب علاقة بتحديد النادي الكبير من النادي الصغير حتى في (سوريا) موطن مصطفى الأغا نفسه ناهيط عن السودان.. حاشية حقيقة إحترت في إختيار الكلمات المناسبة للتعبير عن موقفي تجاه بطولة سيكافا.. موقفي الشخصي طبعاً يقترن بحالة ما في القلب وتعاطف لا يحده حدود مع أهلي من المدنيين هناك.. ومأساتهم التي يضاعفها خلط الناس ما بين السياسي والإنساني والرياضي لتدفن الحقيقة في سوق الأخيرة، ولكن هنالك حقيقة واحدة تعبر عن جزء فقط من المشهد، وأنا أراجع قائمة أسماء الزملاء الذين يتواجدون هذه الأيام لتغطية أحداث بطولة سيكافا بكادقلي والفاشر.. فقد إكتشفت أن عددهم لا يتجاوز أصباع اليد الواحدة في كادقلي.. بينما تجاوزوا الخمسين في الفاشر.. فعلاً تستحقون الدرجات العلمية العليا في تعذيبنا..!