عماد الدين عمر الحسن كلمة عزام.. جئت في الوقت غير المناسب خلاف الاهلي شندي الذي جنبته القرعه البدايه المبكره ، ستبدأ الانديه السودانيه المشاركه في بطولات الاتحاد الافريقي مشوارها من الدور التمهيدي ، وتبدأ مباريات هذا الدور عاده في منتصف فبراير وهو تقريبا نفس التوقيت الذي يبدا فيه الموسم الرياضي في السودان ، مما يعني الدخول في التنافس الافريقي قبل خوض مباريات تنافسيه محليه ،وهو أمر شديد السلبيه حيث توفر مباريات التنافس المحلي اعدادا جيدا للاعبين وتهيئهم نفسيا وبدنيا ،وهي تختلف عن المباريات الوديه التي تخوضها الانديه خلال المعسكرات في فتره الاعداد وتكسب اللاعبين حساسيه المباريات الرسميه ،غير أن القرعه قد حسمت هذا الامر تماما واصبح واقعا واجب التعامل معه والعمل علي أساسه والاستعداد المبكر له . ومن ناحيه معنويه ، فقد كان البعض يتلذذ باستثنائه من هذه المرحله فيما سبق ،ويفاخر بأنه يبدأ مشواره من المرحله التي يبدأ منها الكبار بينما يبدأ غيره من مراحل الصغار ، ويعتبر هذا نوع من الانجاز ، ولكن الذي لاشك فيه أن الانجاز الحقيقي يتمثل في أين تنتهي وليس من أين تبدأ . المريخ أوقعته القرعه في مواجهه فريق عزام التنزاني ، وهو فريق معروف تماما للمريخ وقد قابله في ربع نهائي بطوله سيكافا الاخيره واستطاع ان يتخطاه بركلات الترجيح بعد التعادل في زمن المباراه الرسمي ، ولكن فريق عزام رغم حداثه عهده بالبطولات الافريقيه ، ورغم أن اسمه لا يعد من الاسماء الكبيره المعروفه في القاره ، الا انه فريق طموح ، وممتاز يلعب الكره الشامله الحديثه وقد كان اكبر عقبه في طريق المريخ للفوز بتلك البطوله وتخطيه كان مؤشرا للفوز بها كما صرح بذلك الجهاز الفني للمريخ . عزام – بطل الدوري التنزاني خلال الثلاث سنوات الاخيره – شأنه شأن باقي الانديه المشاركه في البطوله له كامل الحق في أن يسعي للتقدم في المنافسه وأن يعمل للوصول الي المراحل النهائيه منها ، بل ومحاوله الفوز بالكأس ، وفي سعيه المشروع هذا فقد سجل الفريق مجموعه من اللاعبين المميزين من ضمنهم لاعب المريخ السابق باكسال واوا ، وكان يسعي ايضا لضم المالي تراوري وكل هذا يشير الي مدي الطموح والرغبه عند الفريق الذي يعتبر من أغني الانديه في تنزانيا ان لم يكن في القاره ، حيث يملك النادي ويديره رجل أعمال وملياردير يمني بطموح لا حدود له ، وفريق بمثل هذا الطموح والدوافع لا يمكن ان يصنف ضمن الانديه الصغيره او الضعيفه ولن تكون مباراه المريخ معه سهله ولا مضمونه باي حال . المريخ الذي لا زال يتابع تحضيراته من معسكره بالقاهره في اول مراحل برنامجه الاعدادي ، سيخوض عددا من المباريات التجريبيه تتخللها مباريات مع انديه اوربيه كبيره رأينا الشخصي انها ربما لاتكون مفيده لغرض تجهيز الفريق للمنافسه الافريقيه وذلك قياسا علي تجربه العام الماضي والخروج الأليم من الدور التمهيدي ،وربما كان من الانسب خوض المباريات بالتدرج المناسب وأداء مباريات مع فرق افريقيه تشبه الفرق التي سيواجهها في الاسلوب وطريقه اللعب ، خاصه وأن الفريق لن يجد فرصه لخوض مباريات تنافس محليه كما ذكرنا ، وربما كان الامر سيختلف لو أن القرعه قضت بأن يبدأ من مارس وليس فبراير . نقول..المريخ الان يعتبر في مرحله بناء للفريق ،وهي مرحله لم تبدأ في هذا العام ولكنها استمرت وتواصلت ، فتم التعاقد مع لاعبين جدد ، ومدير فني صاحب خبره ودرايه ، وتم وضع برنامج متكامل من شأنه ان يسهم في تحقيق طموحات انصار النادي ، ولكن..المنطق يقول ان بلوغ الاهداف ايضا يتم عبر تدرج منطقي ومعقول ،ولا اعتقد أن اكثر الناس تفاؤلا يتوقع ان يفوز المريخ بكاس الانديه الابطال لهذه النسخه ،- ولا أي نادي سوداني اخر – وقد ذكرنا من قبل ان بلوغ المجموعات قد يكون هدفا مشروعا في هذا الموسم ، ومن شأنه ان يوفر للمريخ ولاعبيه فرصه عظيمه لاكتساب الخبرات باداء مباريات تنافسيه مع الفرق الافريقيه الكبيره ومن ثم التفكير في البطوله للموسم القادم . لذلك كنا نتمني حقيقه ملاقاه الفرق السهله نسبيا في الادوار الاولي من المنافسه مما يجعل الوصول الي المجموعات ممهدا ومضمونا ، ولا نقول ذلك خوفا من عزام أو الترجي –الذي يتواجد ايضا في طريق المريخ ، ولا عدم ثقه في لاعبي المريخ ولكن وفقا لنظريات التدرج التي أشرنا اليها من ناحيه ، وحرصا علي وجود المريخ في تلك المراحل من ناحيه اخري . وفي الختام تبقي حقيقه أن كره القدم لا تعترف كثيرا بالحسابات ، و تعطي فقط من يجتهد اكثر داخل الميدان ويبذل المجهود ،مع دور معقول للحظ والتوفيق وهو ما نتمناه للمريخ في مشواره القادم ..