اوف سايد حسن محجوب المعنويات تصنع الانتصارات كشفت مشاركة المريخ عصر أمس الاول بملعب النقعة بفاشر السلطان عن حقائق مهمة جداً.. تقول هذه الحقائق ان اللاعبين الذين تألقوا في سماء النقعة وأسعدوا الصفوة بعرض مبهر وراقِ وجميل وأداء ممزوج بالقوة والروح القتالية.
هم نفس المجموعة التي لم توفق في الظهور المقنع أمام أهلي الخرطوم في الشوط الثاني للمباراة مما أدى الى ان تنتهي المباراة تعادلية وسط دهشة أنصار الأهلي قبل الصفوة. ولم يحدث أي تغيير كبير يذكر باستثناء ان غارزيتو نجح في مباراة الأمس في وضع التشكيلة المناسبة رغم ان المريخ عانى كثيراً في الشوط الاول لعدم وجود صانع العاب.. الا ان المدرب عاد وفي شوط المدربين ودفع باوكرا وكان لدخوله ابلغ الأثر في تنظيم اداء الفرقة الحمراء. الفرق الوحيد الذي حدث هو تحرر الفريق من الضغوط النفسية التي ظلت تحاصره منذ الحملة الاعلامية الشرسة التي وجهت للاعبين وللمدرب عقب الاداء الفاتر للفريق في المباراتين الأولتين للدوري. منذ تعادل المريخ مع الأهلي الخرطومي تعرض لحملات إعلامية وجماهيرية أثرت سلبا على الروح المعنوية وخلقت أجواء مليئة بالشكوك وخالية من الثقة. كانت الأجواء تنبئ بأن المريخ فقد بوصلة النجاح والعودة من جديد لتقديم المستويات القوية وان غالبية اللاعبين باتوا خارج الشبكة. وتعرض اللاعبون والجهاز الفني ودائرة الكرة لحملات عنيفة وقاسية لم تخلو من التجريح والإساءة ليصبح الطقس الأحمر طارداً ولا يشجع أحداً على العطاء. من يريد أن يقف على حجم المعاناة والضغوط التي عاشها فريق المريخ في الفترة الماضية ليتمعن النظر في قسمات اللاعبين وليسمع نبرة حديثهم. من يفعل ذلك يشعر بأن أي من اللاعبين وبعد العودة من الفاشر يبدو في وضعية نفسية أفضل وكأن جبالاً من الهموم انزاحت عن صدره. ليس جبال هموم وحسب بل مخاوف وهواجس وقلق كانت تمثل تهديداً مباشراً لضياع كل فرص نجاح وعودة للفرقة الحمراء بشكل مختلف ويعبر عن قوتها. ونتوقع أن تؤثر الوضعية الحالية وانهيار جبال الهموم والضغوط في منح المريخ قوة كبيرة تساعد الفريق ليقدم في مبارياته المقبلة أداءً مقنعاً ونتائج ايجابية. لابد من استثمار انتصار المريخ في الالتفاف حول اللاعبين قبل سفرهم الى دار السلام لاداء مباراة عزام التي نعول جميعاً عليها بالعودة بانتصار كبير يجعل مباراة الرد أشبه بالمهرجان. ونتمنى أن لا يفرط لاعبو المريخ في المعنويات التي كسبوها بجهدهم وما قدموه من عطاء جميل في مباراة استاد النقعة. وأن يحافظوا على وضعيتهم الحالية الخالية من الضغوط وغياب التقدير والدعم ونتمنى أن يدرك جمهور المريخ أن عليه الاستفادة من الدروس ويعي إن السبيل الوحيد لحماية ناديهم من التذبذب والتدهور هو الدعم والوقفة القوية خلف اللاعبين. ولا يغيب عن جمهور المريخ أن المعنويات يمكن أن تصنع الانتصارات في حال نظروا لأحوال هلال زرقان. وعلى الجماهير أن تبدأ منذ اليوم في تبديل أسلوب تعاملها مع اللاعبين والمدرب وتحرص على الدعم والتواجد في كل المباريات لكي تجني ثمار المساندة القوية. سبق لغارزيتو أن توج بلقب دوري أبطال إفريقيا مع مازيمبي، وهزم(الزبون) بالخمسة في عقر داره! تعثر الأحمر بالتعادل نعم.. لكنه انتفض وقدم مستوىً متميزاً، سوف تشاهدون فريقاً آخر في دار السلام.