في الصمت كلام محمد عثمان بلل سحر البارسا *تابع العالم مساء أمس نهائي ابطال اوروبا الحلم بين برشلونة الاسباني ويوفنتوس الابطالي وقدم الفريقان واحدة من اروع وأجمل المباريات علي الاطلاق.. وشاهدنا كيف حسم رفاق الارجنتيني ليونيل ميسي اللقب الغالي لمصلحتهم بعد ان نثروا السحر الحلال فوق ارضية الملعب الاولمبي ببرلين بألمانيا ولم تيركوا المجال لخصمهم الايطالي العنيد صاحب افضل دفاع الفرصة نهائياً وهم يغزو مرمي الاسطورة بوفون من جميع الاتجاهات لتجىء المحصلة النهائية ثلاثية اسبانية. *لم نجد ثانية واحدة لالتقاط الانفاس طيلة زمن المباراة الممتعة حيث لم يترك لنا برشلونة هذا الفريق المميز الوقت لنفعل ذلك بعد ان لم تستطيع العيون ان تتحرك من امام الشاشات.. وحتي مع انتهاء شوط اللعب الاول لم تنتهي لحظة الاندهاش حتي تمت مباغتتنا بالشوط الثاني الذي كان اكثر متعة من سابقه.. حقيقة تفوق برشلونة كثيرا علي خصمه وكان الاعلي كعبا إلا ان اليوفي نجح احيانا في مقارعة البارسا وتهديد مرماه وقدم لنا القليل من الفن الايطالي الممزوج بالدفاع الصارم الذي تم تعطيله تماما من ابناء كاتلونيا. *توقعت ان تجىء المباراة رتيبة ومملة لأن الطليان اشتهروا باللعب الدفاعي الصارم الذي لا يترك للخصم التحرك بحرية في المساحات امام المرمي ويعتبر الطليان اكثر من يجيد تنفيذ هذا التكتيتك خاصة عندما تلعب انديتها او منتخبها امام خصم قوي كفريق برشلونة.. إلا انني لم اتذكر جيدا انهم يوفنتوس يلعب امام فريق غير عادي لا تنفع معه مثل هذه الاساليب الدفاعية ويضم اكثر من لاعب بتمتع بمميزات هجومية خارقة تساعده علي اختراق اقوي الدفاعات.. ولم يصمد الدفاع الايطالي اكثر من سبعة دقائق لتهتز دفاع المخضرم بوفون. *وحتي الامس كان دفاع اليوفي الاقوي بين الاندية الاوربية التي حققت لقب الدوري المحلي والتي استقبل شباكها عدد أقل من الاهداف..وأظنه كان عصياً علي جميع الاندية الايطالية.. ولم يجد البارسا صعوبة في دك حصونه وبل منذ وقت مبكر جدا ونادر ما نشاهد اهداف مبكرة في نهائي ابطال اوروبا.. وغالبا ما تجىء البدايات صعبة علي الجميع ويكون الحذر طابع الفرق التي تتخوف من اهتزاز شباكها مبكرا يعصب عليها بعد ذلك تعويضه. *بالاضافة للثلاثية كانت الغلة ستتضاعف اذا حالف التوفيق لاعبو برشلونة في العديد من الكرات الخطرة التي انقذها بوفون الذي استخدم خبراته الطويلة في الملاعب في التصدي لتلك الكرات الخطرة.. واذا كان هناك لاعب آخر غير بوفون لما نجح في تلك المهمة.. وعلي اقل تقدير كانت النتيجة النهائية فوز برشلونة علي اليوفي بثمانية اهداف مقابل هدف.. إلا ان هذه النتيجة جعلت من النهائي الاوروبي الاروع خلال هذه الحقبة. *كانت هناك متعة اخري خلال المباراة بالمساندة الخيالية لجمهور الفريقين الذي رسم لوحة رائعة لا تختلف كثيرا علي اللوحة التي رسمها اللاعبون داخل الملعب.. وكان هناك فن خاص من فنون التشجيع التي قدمها لنا الجمهور الاسباني والايطالي علي مدرجات استاد برلين بألمانيا.. وكان له الاثر الكبير في العرض الذي قدمه الفريقان.. ولم تصمت الحناجر نهائياً طيلة فترات اللقاء وحتي عندما كان يوفنتوس خاسراً كان انصاره في الموعد بالقيام بمساندة اللاعبين من اجل التعويض. *لا نستطيع ان نقارن بين ما تابعناه بالامس والمستوي الذي قدمه برشلونة ويوفنتوس والذي نشاهده من انديتنا السودانية.. لان الفارق كبير جدا بينهما.. وهل يا تري سيأتي اليوم الذي نشهد فيه مثل هذا المستوي ؟؟؟ .. وبالتأكيد نتمني ان تصل الكرة السودانية الي تلك المرتبة ولو حتي القليل من ذلك لنشعر ان هناك مجهود يتم بذله من اللاعبين من اجل التطوير وتقديم ما يرضي تطلعات الجمهور السوداني الزواق الذي تسمر امام الشاشات بأعداد كبير لمتابعة النهائي الحلم وهذا يدل علي الرقي الذي يتصف به الجمهور السوداني الذي يستحق ان يشاهد مثل العرض الذي قدمه الاسبان والطليان يوميا في ملاعبنا. *أرجو ان تستفيد اجهزتنا الفنية خاصة في ناديي القمة الهلال والمريخ وهما يتأهبان للدخول في مسابقة ابطال افريقيا هذا الموسم التي ستنطلق بعد ايام قليلة.. وسيتوجه الهلال الي الكنغو لمواجهة مازيمبي ضمن المجموعة الاولي.. بينما سيستضيف المريخ فريق مولودية العلمة الجزائري باستاده بأم درمان.. واتمني ان يكون مدربي الفريقين تابعا اللقاء الي جانب اللاعبين لمعرفة الخطط والتكتيك الذي لعب به مدربي برشلونة ويوفنتوس. *لا نطالب الهلال والمريخ بتقديم مثل العرض الذي يقدمه فتية برشلونة الذي لم تنجح الفرق الاوروبية الكبري في مجاراة برشلونة.. بل نطالبهم بتعويض صبرنا بإحراز البطولة الافريقية هذا الموسم بعد الاستعدادات الناجحة للجانبين والتأهب المبكر للبطولة والاهتمام الكبير الذي يجداه من مجالس الادارات.. ولا اظن ان برشلونة او اليوفي وصلوا الي هذا المستوي (بين يوم وليلة). *المطلوب من الجميع الاجتهاد حتي نصل الي القمة لا الي مستوي برشلونة.. هذا كل كا نتمناه ان نصطاد البطولات تلو الاخري اندية ومنتخبات بالرغم من اننا من اكثر الشعوب التي تعشق كرة القدم إلا ان انجازاتنا فيها قليلة جدا والمنتخبات والاندية التي جاءت من خلفنا حققت الكثير وذلك يعود لمجهودات تم بذلها من جانبها والتخطيط السليم الذي غالبا ما يؤدي للنجاح. *صمت اخير .. *اللاعب السوداني ملك موهبة نادرة فقط يحتاج الي مدرب يعرف كيف يستخدمها لصالحه. *جميع المدربين الاجانب الذين تعاقبوا للعمل بالسودان اتفقوا علي ان اللاعب السوداني موهوب دون شك. *إذا ماذا ينقصنا لننطلق بقوة للأمام. *سحر البارسا.