صلاح الأحمدي رأي حر غناء القلم كيف يحمل عنوانى غناء القلم ولا اكتب عنه فى ذكراه وعن صوته الذى علم الموسيقى اعتلاء المقامات ومزج النغمات باى وجه القى الاغنيات حين لا اتذكره يوم رحيله وهو الذى امتعنى واسعدنى واشبعنى بما لذ وطاب من الغناء . من مولده والى حين مماته جاء الى دنيانا ورحل مثل ذكريات الحب المستحيل لا احب كلمة اسطورة لكننى حين بحثت فى اللغة لاصف ذلك الفنان بما يفيه حقه لم اجد الا تعبير الاساطير حين استمع الى اغنياته بعد رحيله يتجرأ القلب على التفتح الشهى للحب والسكون والشجن والحزن وحين اشاهد احد سهراته تسحرنى نبرة حزنه وحماسه وخفة ظله وحيائه وعفويته تعيدنى لذكريات كان فيها النجم الاوحد فى شباك الفنانين الشباب . تعودنا على ان البريق فى العيون ولكنه كسر المعتاد فصوته يبرق مثل الكريستال يلمع مثل اللآلئ ينور مثل طلعة الفجر بين عتمة الفجر تعودنا بان الفنان نادر الموهبة مثله بداخله نهم لا يرتوى الى الفن لكنه تلخبط المألوف فى ثروة التألق فى عز الشهرة والعمر القادر على الشدو والعطاء قمة لمعان صوته واحتياجنا اليه كان القدر اسرع منا اليه خارج اسوار الوطن وجاء محمولا على الاعناق ليوارى جثمانه الطاهر بارض الوطن الوحيد من بين جميع المطربين الذى كانت اغنياته تتحدث عن الواقع المعاش بكل الوانه فى الليلة ديك –الفراش الحائر –قصر الشوق –كنوز محبة –هانت الايام عليك-صباح رحيل زيدان حدث زلزال شديد فى السودان من معجبيه واصدقائه وزملائه من الفنانين والعازفين .. فتحت الجريدة ويداى ترتعشان واول ما وقعت عليه عيناى هو خبر رحيل النجم لاول مرة اعرف الزلازل وادرك مغزاها الخفى هناك اسرار غير جيولوجية تفيها الهزات الارضية التى احدثتها بمعجبى الراحل المقيم امام مسقط رأسه تحركت الارض واهتزت مكوناتها تفجر غضبها ارسلت رفضها القت حسرتها واخرجت حزنها ..ادركت الارض انها لم تعد كما كانت فى دورانها المطمئن بعد ان فقدت كريستال الشدو ولؤلؤة الغناء العندليب الاسمر زيدان براهيم . حين كان يغنى زيدان ترقص النجوم ترحل الهموم وبيبطل مفعول كل السموم حين يغنى زيدان يختصر العمر الافراح والاحزان فى ليلة نافذة توفى فجر اليوم السبت الموافق 24/9/2011الفنان السوداني زيدان إبراهيم بالعاصمة المصرية القاهرة، بعد أن ذهب إليها مستشفياً ويعتبر زيدان الذي يطلق عليه معجبوه العندليب " الأسمر"، من المطربين السودانيين الذين تركوا أثراً في وجدان الشعب السوداني خاتمة يستحق الرصيد الهائل للفنان الرائد زيدان ابراهيم جهودا متواصلة لجمعه وتحليله فما احوجنا فى هذه الايام للعودة الى محطات العندليب الاسمر عودة الدارس المدقق لنواصل من النقطة التى انجزها لنا هذا العملاق الموسيقى والمطرب الاصيل الذى امتعنا ودغدغ وجداننا بصوته المتفرد نسأل الله العلي القدير ان يتقبله قبولا حسنا ويجعل الجنة مثواه .. لم تكن صدفة ان تكون اغنية اكثر من حب هى المحطة التاريخية التى اعلنت ميلاد العندليب الاسمر زيدان ابراهيم فمن يستمع الى هذه الاغنية اليوم يرى فيها كل جذور زيدان الضاربة عميقا فى اصل الاغنية السودانية مع كبار المطربين فى ذلك الحين