كرات عكسية محمد كامل سعيد ثقافة (عدم تقبل الهزيمة)..!! * المتابع لمشوار الأندية والمنتخبات السودانية في المسابقات الدولية، يجد أن ثقافتنا المتعلقة بتقبل الهزيمة تبقى في آخر قائمة الفهم الذي يجب التعامل به مع نتائج ممثلينا، مع العلم أن الرياضة روح وفهم وثقافة وأسلوب تعامل..!! * يسعى الإعلام الرياضي أو النسبة الكبيرة منه لزيادة نسبة التعصب كلٌ حسب لونيته وفي سبيل ذلك نتابع التلون والبحث المتواصل عن شماعة لتعليق أسباب الهزيمة عليها يحدث ذلك سواء في المباريات المحلية أو القارية..!! * ذلك (المرض) وصل إلى التعامل مع المباريات الودية على طريقة أن الهزيمة سببها الحكم الذي نقض هدفاً لفريقنا وتغاضي عن طرد لاعب في الفريق المنافس واحتسب ضربة جزاء من خياله للمنافس والخ من التبريرات..!! * وفي أسلوب آخر يتم تحميل المدرب مسؤولية الهزيمة أو جماهير الفريق المنافس أو اتحاد الكرة، وفي ظل تلك الزحمة الكبيرة للتبريرات تغيب محاسبة اللاعب ولا يتجرأ أي أحد لتحميله المسؤولية سواء لتواضع مستواه أو لجهله في التعامل..!! * أمامنا الآن هزيمة المريخ أمام منتخب تونس الأولمبي التي حملها المطبلاتية أكثر من ما تستحق بعدما صوروا أن الحكم قام بذبح المريخ بسكين صدئة في وضح النهار ونقض هدفاً لديديه بحجة التسلل واحتسب ضربة جزاء للتونسي من خياله..!! * كل تلك التبريرات لتمرير خسارة في مباراة إعدادية لا تعني نتيجتها أي شيء بالنسبة للمريخ الذي من المفترض أن يكون تركيزه في التجارب على الفوائد الفنية بالنسبة للاعبين والوقوف على مدى استيعابهم للتدريبات الأخيرة..!! * وتمتد ثقافة عدم تقبل الهزيمة إلى المباريات التي تقام في المسابقات المحلية، ويتبحر الجدل ويتعمق في تحديد ما إذا كان هدف الفريق المنافس قد جاء من تسلل أم أنه سجل بطريقة صحيحة ولا مانع من توجيه التهم للحكام..!! * إننا في السودان بحاجة إلى الخروج وبالسرعة المطلوبة من نفق التعصب الذي غصنا فيه منذ سنوات، والدخول إلى آفاق أرحب وفهم متقدم للرياضة ومعانيها السامية التي لا مكان فيها للحقد أو الحسد أو توزيع الاتهامات..!! * إن الدول العربية والأفريقية من حولنا لم تتقدم إلاّ بعدما تجاوز مرحلة التعامل بمثل هذه الصغائر اعترافاً منها بأنها أي الصغائر تؤخر وتوطد علاقة المتمسكين بها مع التخلف والتراجع والتدني..!! * عشاق الكرة السودانية أكبر من أن يتم اللعب بمشاعرهم وإيهامهم بأن ما يحدث من تناول حالي للأحداث من بعض المحسوبين على الصحافة الرياضية إنما هو عمل مهني لأن المهنية بعيدة كل البعد عن هذه الهرجلة..!! * الهزيمة في كرة القدم، والرياضة عموماً ليست عيباً واعتقد أن التعامل معها يجب أن يبدأ بالاعتراف بالآخر ومنحه كل الصفات التي تؤهله للمنافسة.. وتبقى الهزيمة والانتصار وجهان لعملة واحدة، من كد وجد ومن استراح خسر..!! * تخريمة أولى: كالعادة استعد منتخبنا الوطني بطريقته (الدكاكينية) لمباراته الأولى في التصفيات الأفريقية أمام سيراليون والمقررة غداً بالخرطوم.. والخوف كل الخوف من سقوط منتخبنا وسط جماهيره الأحد..!! * تخريمة ثانية: الشاهد على صعوبة لقاء الغد أن المنتخب السيراليوني يضم بين صفوفه مجموعة من المحترفين الذين بإمكانهم الفوز علينا غداً.. واعتقد أن التبريرات ستبدأ من الآن..!! * تخريمة ثالثة: حتى ولو فاز منتخبنا فإن ذلك لن يكون غير استثناء، نسبة للإعداد العشوائي، وسنتابع بعده هيلمانة خرافية وأفراحاً هستيرية.. ولا نملك غير القول إن الإعداد الجيد هو الذي يؤدي إلى نتائج إيجابية.. ولنا عودة بإذن الله..!! �