راي رياضي ابراهيم عوض فكروا في المستقبل اضاع البرازيلي اندرزينهو ضربة جزاء، في منتصف الشوط الثاني وفريقه متعادل امام ضيفه الجزائري 1/1، فاستقبلت شباك الازرق هدفا بعدها بدقيقتين ليخسر النتيجة 1/2. دفع فريق الهلال ثمن اضاعة الفرص التي وجدها خلال مباراة أمس بما فيها ركلة الجزاء، فخسر النتيجة على ملعبه، واصبح منطقيا خارج المنافسة لان التعويض في مثل هذه الحالات يعد صعبا. الوصول لهذه المرحلة المتقدمة في دوري الابطال بالظروف التي كان يواجهها الهلال منذ بداية مشاركته يعتبر انجازا، وهو أمر يحسب للادارة واللاعبين وحتى الجهاز الفني. لم يمكن الوقت ادارة الكاردينال التي انتخبت قبل نحو اكثر من عام تقريبا من اضافة العناصر التي يحتاجها الفريق بالصورة المطلوبة، وخصوصا اللاعبين الاجانب الذين يحدثون الفارق. لم ينجح من الاجانب سوى الحارس الكاميروني مكسيم، لكنه خذل الفريق في اللفة قبل الاخيرة من البطولة، وتسبب في ولوج الهدف الأول في مباراة أمس، وساهم بنسبة كبيرة في دخول الثاني. التعامل بالعاطفة مع الخسارة القاسية من اتحاد العاصمة قد يضر بمسيرة الفريق المستقبلية، وربما ينسف كل الجهود التي بذلت من اجل بنائه في الفترة الماضية، ويضيع كذلك جل المكتسبات. لذلك ينبغي التعامل مع الموقف بعقل وحكمة، وبعيدا عن الانفعال، سواء كان من ناحية الجماهير او الادارة او الاعلام، لان الخسارة في عالم الكرة ليست عيبا، وانما العيب في التعامل الارتجالي معها. فرق كثيرة تعرضت لخسائر، وخسائر كبيرة بارضها وامام جماهيرها وفي مراحل متقدمة من البطولات القارية، ومع ذلك نهضت واستفادت من تلك الخسائر وانطلقت من جديد. خسر بايرن ميونخ على ارضه وامام جماهيره في دوري ابطال اوروبا من البرسا بنتيجة ثقيلة قوامها اربعة اهداف، وخسر الريال من البرسا في ملعبه بسداسية، فلم تتغير خارطة الفريقين. تشكيلة الهلال الحالية تضم عناصر متميزة تملك الخبرة الكافية، وبها شباب موهوب، لكنها تحتاج لبعض الاضافات النوعية في بعض المراكز، لتجعله ينافس بقوة على البطولات الخارجية. كان من الطبيعي ان تخرج بعض الجماهير الغاضبة على النتيجة عن طورها وتهاجم ادارة النادي، وتطالب بتغيير المدرب وشطب بعض اللاعبين وابعاد آخرين، وتحدث ربكة في المقصورة. كان هذا أمر طبيعي ومتوقع وقد تكرر كثيرا، لكن ينبغي ان لا يتجاوز الحدود ، أو يمس الاعراف والتقاليد الهلالية الموروثة، ويصبح اداة لتدمير الفريق، واحباط لاعبيه ،وتطفيش ادارته. ما اسعدنا حقا هو الموقف الايجابي لعدد كبير من جماهير الهلال، الذين قاموا بتحية اللاعبين بعد المباراة واشادوا بهم، وهذا الأمر سيساعد اللاعبين على تجاوز احزانهم ويدفعهم لبذل المزيد من الجهد. على ادارة النادي ان لا تتعامل بردود الافعال، ويجب عليها ان تدرس اسباب الهزيمة جيدا قبل ان تتخذ أي قرار، وننتظر منها كذلك ان تواصل تنفيذ خططها الاستراتيجية وتعمل على دعم الفريق بالمواهب الشابة. بقليل من الجهد والتركيز، وبدعم الفريق ببعض العناصر الفاعلة، يمكن للهلال ان يفوز باللقب الافريقي الموسم المقبل او الذي يليه، فضياع البطولة في هذا العام لا يمثل فشلا، او يعني عقدة. آخر الكلام لم يحسن مدرب الهلال نبيل الكوكي التعامل مع المباراة كما ينبغي، واخفق في وضع التشكيلة المناسبة، وفي الطريقة التي انتهجها، كما انه لم ينجح في شوط المدربين. اعتمد على اتير توماس في قلب الدفاع الى جانب مساوي، رغم علمه ان الأول لا يحسن التعامل مع الكرات العالية برأسه، ولا يجيد التصرف في الاوقات الحرجة. وحتى بعد ان وضح له ان الجزائريين، يجيدون الضربات الراسية ويعتمدون عليها امام مرمى مكسيم، لم يتحرك لتغيير الوضع، حتى بعد تسجيل هدف التعادل. رغم ان الهلال كان مسيطرا على المباراة بنسبة اكبر من الفريق الجزائري ورغم انه وصل مرماهم اكثر من عشرين مرة، الا انه فشل في التسجيل غير مرة واحدة. اهدار الفرص بالشكل الذي شاهدناه أمس امام اتحاد العاصمة، وضياع ضربة جزاء للمرة الثانية في البطولة وفي ملعبك ،يعني ان هناك خللا فنيا، يتحمل مسؤوليته المدرب. الاصرار على استمرار نزار حتى منتصف الشوط الثاني رغم انه كان بعيدا عن مستواه، منذ نصف الساعة الاولى للمباراة، يحسب على الكوكي. كما ان اهماله تعديل خط الدفاع وعدم الدفع بلاعب طويل القامة يجيد اقتناص الكرات بالراس ، ساهم في ولوج الهدف الاول وكاد يكلفه هدفين آخرين. كنا نتوقع من الكوكي ان يدفع بالمدافع المالي كانوتيه في بداية الشوط الثاني ليلعب الى جوار مساوي، او يعيد الشغيل لمتوسط الدفاع ويقدم اتير للوسط. دخول كانوتيه،او اعادة الشغيل لخط الدفاع كان سيخفف العبء على مساوي، ويزيل الضغط المستمر على الحارس مكسيم الذي لعب اسوأ مباراة له منذ تسجيله في الهلال. اذا لم نتجاوز هزيمة اتحاد العاصمة بالسرعة المطلوبة، ونعمل على تهيئة الفريق نفسيا للاستحقاقات المقبلة، فقد نخسر كل شيء في هذا الموسم والمواسم المقبلة. فكروا في المستقبل، ولا تنظروا فقط الى ارنبة انوفكم. وداعية : في كل الاحوال يظل الهلال هو الهلال. [email protected]